وصف الكتاب:
لقد شهد العقد الماضي وقع انفجار في الاهتمامات والمصالح بين معلمي التعليم العام والتعليم الجامعي في طرائق التدريس وأساليب التعليم المختلفة والمتجمعّة تحت مصطلحي "التعلّم النشط" و"التعلّم التعاوني". ولكن، حتى مع هذا الاهتمام، لا يزال هناك كثيرٌ من سوء الفهم وعدم الثقة التربوية من "الحركة" وراء الكلمات. فغالبية المعلمين مازالوا يدرّسون لصفوفهم بطريقة المحاضرة التقليدية. وهناك بعض النقد والتردد الذي يأتي من فكرة أن تكنيكات التعلّم النشط والتعلّم التعاوني هي بدائل حقيقية للمحاضرات بدلاً من التحسينات. نحن نقدم في هذا الكتاب دراسة استقصائية لمجموعة واسعة من تقنيات التعلّم النشط التي يمكن استخدامها لتكملة وتحسين المحاضرات وليس بديلاً عنها. ونعرض بضعة أمثلة لتكنيكات التعلّم الصفي النشط المستخدمة مع المجموعات الصغيرة والكبيرة، ولكلّ مستويات الطلبة. نحن لا ندعو إلى التخلي بالكامل عن إلقاء المحاضرات، فكل منا لا يزال يحاضر نحو نصف الوقت المخصص للتدريس الصفي. فالمحاضرة وسيلة فعالة جدًا لعرض المعلومات ولكن استخدامنا للمحاضرة بوصفها الوسيلة الوحيدة للتدريس تعرضنا لمشكلات مع كل من المعلّم والطلبة. يكمن التعلّم في البحث النشط عن المعنى من قِبل المتعلّم - بناء المعرفة بدلاً من مجرد استقبالها بشكل سلبي، وتشكيلها بالإضافة إلى جعلها تتشكّل بالخبرة .... و"التعلّم النشط" هو – باختصار – أي شيء يقوم به الطلبة في الفصول الدراسية أكثر من مجرد الاستماع السلبي لمحاضرة المعلّم. ويتضمّن هذا كلّ شيء بدءًا من الاستماع القائم على الممارسة والذي يساعد الطلبة على استيعاب ما يسمعون، إلى تدريبات الكتابة القصيرة التي يتفاعل فيها الطلبة مع محتوى المحاضرة، إلى التدريبات والتمارين المُعقدّة للمجموعات والتي يُطبّق فيها الطلبة محتوى المقرر في مواقف "الحياة الحقيقية" أو المواقف والمشكلات الجديدة. إن تحليل أدبيات البحوث تشير إلى أنّ الطلبة يجب أن يقوموا بما هو أكثر من مجرد الاستماع: يجب أن يقرؤوا، ويكتبوا، ويبحثوا، ويتناقشوا، ويشاركوا في الحوار أو يكونوا منخرطين في حلّ المشكلات ويجب أن يتحملوا مسؤولية تعلمهم. ويحدث التعلّم النشط عندما يُعطى الطلبة الفرصة لاتخاذ علاقة أكثر تفاعلية بمادة التعلّم (موضوع التعلّم أو المقرر)، وتشجّيعهم على توليد المعرفة بدلاً من مجرد تلقيها. في بيئة التعلّم النشط، يُسهّل المعلمون تعلّم الطلبة بدلاً من فرضه عليهم. والأكثر أهمية، كي يكون الطالب "نشطاً" أن يكون انشغاله في مهام التفكير الأعلى مرتبة كالتحليل والتركيب أوالتقويم