وصف الكتاب:
يعتبر الإنسان عالما صغيرا تداخلت فيه القوى المختلفة والأخلاق المتباينة والشهوات الغالبة والحاجات المتعددة المتجددة واللانهائية، ما يقتضى خروجه أكثر الأوقات عن حالة واحدة، فنجد التضاد، تارة مسرورا وتارة محزونا، تارة منبسطا وأخرى منقبضا، وتارة راضيا وأخرى مستاءا ، فالشخصية نظام متكامل من سمات مختلفة تميز الفرد عن غيره من ناحية التوافق الإجتماعي، ويعنى بالتكامل خلو الشخصية من الصراعات النفسية العنيفة الشعورية واللاشعورية كالصراع بين الفرد وضميره ونزواته، أو بين ما يريد الفرد تحقيقه وما يتمكن منه بالفعل. وعلى الجانب الآخر الصراعات بينه وبين زملائه فى العمل سواء رؤسائه أو المرءوسين على نفس المستوى. هكذا لا تخلوا أي منظمة من الصراعات البينية والنزاعات الداخلية بسبب الإختلاف في المصالح والأهداف الناتج عن الفروق الفردية، وقد ينتج عن ذلك تعطيل الأعمال وعدم تحقيق الأهداف بالشكل المرضى. وقد تسوء العلاقات الأساسية داخل المؤسسة ويسود المناخ التنظيمي علاقات غير سليمة. ومع إزدياد حجم العاملين بالمنشأة يؤدى ذلك إلى زيادة النزاعات والخلافات نظرا للأعداد الكبيرة من الأفراد الذين تختلف وتتفاوت وتتضارب وتتنوع حاجاتهم ومصالحهم أحيانا هذا الصراع قد يأخذ صورا صريحة وأحيانا مستترة الأمر الذي يلزم علاجها بأى شكل كانت أو الحد منها ومواجهتها وفضها ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتفاوض. فالتفاوض عملية ديناميكية تحدث فى مواقف حياتنا اليومية ويعتبر التفاوض من الأمور التى نمارسها باستمرار لتسيير الأمور العالقة، والتفاوض كمهارة يحتاج إليها الفرد أو الجماعة لتفادي المشكلات القائمة وتجاوز نتائجها الحالية وإيجاد الأسباب المناسبة لتفاديها مستقبلاً. ويستطيع أى فرد أن يستمتع فى جل حياته وأعماله وعلاقاته إذا ما تحلى بمهارات التفاوض وتمكن من أسس ومبادئ التفاوض ومارسه بأسلوب راق وسليم، والإنسان فى هذا الشأن ليس مخيراً فالتفاوض عملية تغلب على حياة الفرد كلها كما أنه ليس قاصراً على فئة معينة كرجال الأعمال ورجال الإدارة أو رجال السياسة أو القادة العسكريين أو التربويين فحسب، فالإنسان يمارسه كل يوم بطريقة مختلفة.