وصف الكتاب:
لقد حدثت تغيرات كبيرة في العقود الاربعة الماضية على صعيد تدريب وتربية الطلبة ذوي الحاجات الخاصة. وقد تزايد اهتمام المجتمعات الإنسانية بتوفير فرص النمو والتعليم لهؤلاء الأشخاص وتطورت المعرفة والوسائل والأدوات التربوية. ويتبين من مراجعة سريعة لأدبيات تدريب الأطفال المعوقين أن البرامج التربوية الخاصة تحدث تغييراً مهماً في حياة هؤلاء الأطفال. وهذه الحقيقة هي التي دفعت بدول العالم المختلفة وشجعتها على سن التشريعات والقوانين التي تضمن حقوق الأطفال المعوقين في الحصول على تربية فعالة ومناسبة. علاوة على ذلك، فالتربية الخاصة تستند إلى مبدأ تساوي الفرص للجميع والتربية حق من الحقوق الأساسية لجميع أفراد المجتمع. كذلك تؤكد التربية الخاصة على أن الطفل المعوق طفل أولاً، لديه إعاقة ثانياً، وأن أوجه الشبه بين الأطفال المعوقين والأطفال العاديين أكبر من أوجه الاختلاف فيما بينهم. والأطفال جميعاً، سواء كانوا عاديين أو معوقين يتعلمون ولديهم القابلية للنضج والنمو وإن كان ذلك يحدث بطرق مختلفة وبمعدلات ومستويات متفاوتة. الأطفال ذوو الحاجات الخاصةالأطفال ذوو الحاجات الخاصة هم أولئك الذين يختلفون على نحو أو آخر عن الأطفال الذين يعتبرهم المجتمع عاديين. وعلى وجه التحديد، فعندما نتحدث عن الأطفال ذوي الحاجات الخاصة فنحن نتحدث عن الأطفال الذين يختلف أداؤهم جسمياً أو عقلياً أو سلوكياً جوهرياً عن أداء أقرانهم العاديين. وعلى أية حال، فإن الأداء العادي يتراوح حول متوسط ما. فكما هو معروف، أنّ وضع حد فاصل بين الأداء السوي والأداء الشاذ أو غير العادي أمر بالغ الصعوبة. فقد ينحرف الأداء عما يعتبر عادياً دون أن يصبح غير عادي. لهذا فإن تعريفنا لغير العاديين أو لذوي الحاجات الخاصة يعتمد بالضرورة على درجة الانحراف عن العادي وتكراره ومداه Kirk & Gallagher, 1993) . واستناداً إلى ما سبق، فإن الطلبة ذوي الحاجات الخاصة هم الذين يختلفون عن الأشخاص العاديين اختلافاً ملحوظاً وبشكل مستمر أو متكرر الأمر الذي يحد من قدرتهم على النجاح في تأدية النشاطات الأساسية الاجتماعية والتربوية والشخصية. وفي هذا السياق، يجب التمييز بين بعض المصطلحات التي تستخدم عادة للإشارة إلى الفئات الخاصة المختلفة في أدبيات التربية الخاصةو,وتهدف هذا الطبعة الحديثة من الكتاب مواكبة التطوارات والتوجيهات المعاصرة في تدريس هؤلاء الطلبة.