وصف الكتاب:
كتاب دبَّجته يراعة الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى، ويكفي «الكاشف» فخراً أنه من مصنفات هذا الإمام، الذي لم يدع يراعته تجف، بل كان كالحالِّ المرتحل، فما إن فرغ من تأليف كتابه «تذهيب تهذيب الكمال» سنة (719هـ).. إذا به يتحفنا بـ «الكاشف» بعده دواليك. لقد أنهى الإمام الذهبي تأليف كتابه هذا في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك سنة (720هـ) ولعلها ليلة القدر، واستغرق في تأليفه قريبَ عامٍ، ثم ألف في العام نفسه «المغني في الضعفاء» فأين أرباب الهمم؟! «الكاشف» كتاب تقتحمه العين من لطف حجمه إذا ما قورن بغيره؛ لكنه في الحقيقة معلِّم مدرِّب، ومحرَّر معتمد، وللإنصاف: هو كتاب دربة وتعليم أكثر من كونه مرجعاً، وهو الرابع في سلسلة كتب هذا الفن. فإن الكتاب الأول هو كتاب الحافظ المقدسي المتوفى سنة (600هـ) الذي ألف «الكمال في أسماء الرجال» ثم تلاه الحافظ المزي، المتوفى سنة (742هـ) فألف «تهذيب الكمال»، ثم جاء الحافظ الذهبي فألف الكتاب الثالث في السلسلة وسماه: «تذهيب تهذيب الكمال»، ثم أردفه بالرابع وهو «الكاشف» وهو رابع السلسلة الذهبية. اعتنى الإمام بكتابه كثيراً، فضبطه بخط يده، وقيَّد ما يحتاج إلى تقييد، واستخدم طريقة الرموز للمؤلفين، وكان ذا دقة متناهية. فعندما تنعم العين بالنظر في هذه النسخة الخطية المباركة تنتقل بروحك إلى مجلس الإمام الذهبي، حيث ضبط المجالس، وزاد بعض الفوائد والتقييدات، وجعل الرموز بلون الحمرة، وعلى طرة الكتاب مناولات لجلة من العلماء؛ ممن حضروا وأخذوا الكتاب عن مؤلفه. ولم يكتف المحقق العلامة محمد عوامة - حفظه الله تعالى - بهذا المغنم الغالي، بل زادنا تحفة أخرى، ودرة لا تُقدَّر بثمن؛ ألا وهي «حاشية الإمام برهان الدين سبط ابن العجمي على الكاشف» وبخط يده أيضاً، فغدا الكتابان يزهوان بحلة قشيبة. وإن مما يُبهج ويسرُّ تقديمُ أمثال هذه الكتب لهؤلاء الرجال الذين أتحفونا بخلاصة علمهم، والتي لا يستغني عنها طالب علمٍ فضلاً عن غيره، فإليكم هذه التحفة، نسأل الله أن يجعلها في كفة الحسنات. والله الهادي إلى الصّواب