وصف الكتاب:
الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ترياق القلوب، وماحية الذنوب، ومرقاة لكل أمر محبوب، يلتزمها الموفقون، ويكثر منها المحبون، ويتنافس في ذلك المتنافسون، كيف لا وقد صلى عليه ذو الجلال والإكرام، وثنَّى بذلك الملائكة الكرام، ثم طلب صاحب الإنعام من جميع الأنام أن يصلوا عليه، عليه الصلاة والسلام؛ تعظيماً لقدره الشريف، وتنويهاً بمقامه المنيف، وتنبيهاً لكل ذي عقل حصيف؛ فلهذا لهجت الألسنة بالصلاة على صاحب المقام المحمود صلى الله عليه وسلم، وتسابقت أقلام العلماء الأعلام، فاغترفوا من هذا المنهل الروي عللاً بعد نهل، فبرزت عبارات المحبين، وصلوات العاشقين على سيد الأولين والآخرين؛ فألف ألف صلاة مع ألف ألف سلام على حبيب رب العالمين، أبد الآبدين ودهر الداهرين. قال العلامة الفاكهي: (لو قيل للعاقل: أيما أحب إليك: أن تكون أعمال جميع الخلائق في صحيفتك أم صلاة من الله تعالى عليك.. لما اختار غير الصلاة من الله تعالى، فما ظنك بمن يصلي عليه ربنا - سبحانه وتعالى - وجميع ملائكته على الدوام والاستمرار؟!). والإمام النبهاني حسان عصره أراد أن يقتفي أثر من سبقه من الحفاظ ممن ألف في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فسار على منوالهم، وجمع في كتابه ما تفرق في كتبهم، وذكر ما يتعلق بذلك من فوائد وفرائد، ونسب الأقوال لقائليها، وجعل له أصولاً أربعة اغترف من معينها: أولها وأجمعها «القول البديع» للحافظ السخاوي، وثانيها: «مسالك الحنفا» للحافظ القسطلاني، وثالثها: «الدر المنضود» للفقيه المحقق ابن حجر الهيتمي، ورابعها: «جلاء الأفهام» للعلامة الإمام ابن القيم، مع ما اجتمع لديه من تلك النفائس والدرر، فمن أراد سعادة الدارين.. فعليه بالصلاة والسلام على سيد الكونين. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلّم