وصف الكتاب:
إن للفقه في الدين مرتبة شريفة، ومزايا منيفة؛ فبه يعرف الحلال من الحرام، وبواسطته تفهم الأحكام، فهو من أهم الواجبات، ولا ضير أن تصرف في تعلمه أنفس الأوقات. لذلك اشتغل العلماء بالتأليف والتصنيف في هذا الفن، وظهرت المتون والشروح والحواشي، والمؤلفات النافعة المخلصة يكتب الله لها القَبول، فتنتشر انتشار عبق الزهور بتحريك النسيم. ومن هذه المؤلفات التي تلقاها العلماء بالقبول كتاب «فتح المعين بشرح قرة العين بمهمات الدين» للعلامة الفقيه زين الدين أحمد بن محمد المليباري الهندي الشافعي رحمه الله تعالى؛ فقد تحلى كتابه بالتحقيق، وامتاز بالتدقيق مما جعل أقلام الشراح والمحشين تُعنِق إليه، وتتوارد عليه. ومن هذه الشروح والحواشي الحاشية النفيسة حاشية العلامة باصبرين المسماة بـ «إعانة المستعين» والتي قد حوت علماً جمّاً، وفهماً دفيقاً مع التنقيب في عويص المسائل الفقهية، فاجتمعت الحكمة اليمانية والفقه الحضرمي في هذا الكتاب المفيد والنافع، فقرَّب المسائل الفقهية، ووضع الأحكام الشرعية، وبين القول المعتمد بالرجوع إلى الكتب الأمهات؛ كـ «تحفة ابن حجر»، و«نهاية المحتاج» للشمس الرملي، و«مغني المحتاج» للخطيب الشربيني، وجميعهم من شيوخ المليباري رحمه الله تعالى، مع فوائد منتقاة من شرح العلامة باعشن «بشرى الكريم» ونفائس من «حاشية الشبراملسي» ومستجادات من «حاشية الشرقاوي على التحرير» ومن «حاشية البجيرمي على الإقناع» فكانت هذه الحاشية بحقٍّ مجمعاً للفوائد، ومنبعاً للفرائد، نفع الله به كما نفع بأصله.