وصف الكتاب:
إن تحصيل العلوم الشرعية وتعلُّم الفروع الفقهية.. هو مطلب الأنفس الزكية، الطامحة للمراتب العلية؛ فبه تندفع الوساوس الشيطانية، وتُتعلَّم فرائض العبادات المرضية، والمعاملات المالية فالفقه في الدين له المرتبة الشريفة، والمزايا المنيفة؛ فلذا صرف العلماء فيه أنفس أوقاتهم، وسطروا فيه مؤلفاتهم، وناهيك بالفقه شرفاً قول خير البرية ﷺ: ((من يرد الله به خيراً.. يفقهه في الدين))؛ فهو سبيل الجنة، والعمل به حرز من النار وجُنَّة. ومن هؤلاء العلماء الموفقين الإمام الفقيه المشهور بأبي شجاع، حيث حبرت أنامله مختصراً سماه: ((غاية الاختصار))، أو ((متن الغاية والتقريب)) واشتهر بعدها بـ ((مختصر أبي شجاع))، وهو من أتقن المختصرات؛ لما حواه من الضوابط والتقسيمات، والقواعد المهمات، حتى غدا عمدة للمبتدئين، وتذكرة للدارسين، فقد تربع هذا المختصر على رأس السلسلة الفقهية عند طلبة الفقه الشافعي؛ لذلك حظي بعناية العلماء وخدمة الفقهاء. ومن شروحه النافعة، المفيدة الجامعة: شرح الإمام العلامة الفقيه ابن قاسم الغزي، وهو من الشروح المهمة المعتمدة، بلغ غاية التحرير على اختصاره ووجازته، واحتوى المعتمد من الأقوال على مذهب الإمام الشافعي، فتكلل بالقبول وحط رحاله في كل مكتبة، وتأبطه المتعلمون، ودرَّسه العلماء العاملون، فهو حري بالفتوح لمن نادمه، والفهم لمن استظهره وتعلمه، حقّاً إن هذا المختصر الذي سماه مؤلفه: ((القول المختار في شرح غاية الاختصار))، أو ((فتح القريب المجيب في شرح ألفاظ التقريب)) حوى المذهب الشافعي مع وجازة العبارة، وسهولة المأخذ؛ فهو خميصٌ من اللفظ بطين من المعنى.