وصف الكتاب:
كتاب عنوانه يشد الانتباه، ويأخذ بيدك لتخوض غماره، وترتشف من معينه، كيف لا؛ وجلُّنا مقصِّر في حق مولاه، ويرجو الرحمة ويؤمل المغفرة؟! وعظمة هذا الكتاب أنه جمع بين دفتيه ثلاثة علوم قلمَّا تلتقي في كتاب، فقد اجتمع فيه الفقه والحديث والسلوك، وامتزجت امتزاجاً عجيباً، لا يستطيعه ولا يقدر عليه إلا أمثال هذا الحبر الألمعي العالم العامل الإمام الرداد رحمه الله تعالى. في هذا الكتاب أراد مؤلفه أن يجعله دليلاً للحائرين، ومرشداً للتائهين، وطريقاً لإرضاء رب العالمين؛ ليكون سالكه بإذن المولى من أهل جنان النعيم. من عرف ما يطلب.. هان عليه ما يبذل، ومن عرف ممن يطلب.. علم كيف يطلب ومتى يطلب. هذا الكتاب كأنه وضع لزماننا هذا، - خصوماً وقد أحدق بنا زمن الفتن الذي وصفه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي لا ينجو فيه إلا من دعا كدعاء الغريق - نسأل الله اللطف والسلامة. رتبه مؤلفه وسطره وحبره؛ ليكون دليلاً على موجبات الرحمة، ومرشداً إلى عزائم المغفرة، بيَّن فيه فضل الذكر والدعاء، وأذكار اليوم والليلة والصباح والمساء، وتكلم أيضاً عن الآداب والأحكام الفقهية عند الفقهاء، وعرج على آداب النفوس وتهذيبها عند الأصفياء. حقاً إنه مكتبةٌ في مؤلَّف واحد، يغني عن غيره ولا يغني غيره عنه، يحتاجه العالم العامل، ويستنير به الجاهل، ويتنبه بقراءته الغافل، ويسترشد به كل من إلى الآخرة آيل. لقد كان مؤلفه العالم العلامة، والحبر البحر الفهامة، المحقق المدقق، الإمام الولي الرداد اليمني رحمه الله تعالى موفقاً في اختيار عنوان الكتاب وموضوعه، ومادته ومضمونه، جعله الله في صحيفة الحسنات، ومقبولاً عند سيد السادات، ونافعاً للمسلمين والمسلمات. والله الجليل من وراء القصد