وصف الكتاب:
في شرح مسند الإمام أحمد حافظ السنة النبوية اعتنت الأمة الإسلامية خَلَفاً عن سَلَفٍ بجمع سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم؛ انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية»، ولقد مدح صلى الله عليه وسلم أهل الحديث وخصَّهم بقوله: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله»، وهم أهل الحديث، فحفظوا الأحاديث بأسانيدها ودوَّنوها، وجمعوا الكتب وصنَّفوها، وتحملوا المشاق ليَسمعوها ويُسْمِعوها لمن بعدهم، وتنوعت التآليف بين صحاح وسنن، ومسانيد ومعاجم. ومن أعظم مسانيد الإسلام وأجمعها: «مسند الإمام أحمد ابن حنبل» الهمام، الذي جمع فيه فأوعى مع حسن الترتيب والتحرير، والتنظيم والتنسيق. ولما كان هذا المسند كبير الحجم، غزير العلم.. تجشم العلماء خوض غماره، واقتحام ميدانه وتتبع أسانيده، ولم يتصدر لذلك إلا القلة القليلة. وهذا الشرح الذي بين أيدينا للعلامة الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله تعالى.. هو واحد من أوائل شروح هذا المسند العظيم، وقد نهج المؤلف فيه منهج الشروح الحديثية مع سهولة عباراته ووضوحها، وابتعاده عن الحشو والإطناب، دون إخلال ولا إملال. ترجم للرجال، وخرَّج الطرق وبيَّن الشواهد، وأدلى بدلوه من حيث الصنعة الحديثية، ثم تكلم عن فقه الحديث وآراء الأئمة، فأتحف وأبدع رحمه الله تعالى. وهذا السِّفْر هو من إملاء المؤلف في المسجد النبوي الشريف، حوى النفائس والدرر، والفرائد الغرر، في اللغة والفقه والأثر. والأعناق تشرئبُّ لتكتحل أعينها برؤية هذا السفر النافع مطبوعاً، بعد أن بُذلت جهود كبيرة من أناسٍ يعلمهم المولى سبحانه، ونحيل شكرهم عليه، سهروا الليالي، وبذلوا النفيس والغالي؛ لإخراج هذه المجالس المدنية، نفع الله بها وكلَّلها بالقبول؛ إنه نعم المأمول والمسؤول. والحمد لله رب الذي بنعمته تتم الصالحات