وصف الكتاب:
يأخذنا خوليو باماثاريس عبر صفحات روايته في جولة طويلة ليرينا صورة من (أسبانيا)، يسرد لنا خلالها أحداثاً مصورة من التاريخ الأسباني في القرن العشرين حينما عاش الإسبان صنك الحياة، حيث الخوف والألم والمرارة في زمن الحرب الأهلة الأسبانية. ذلك الحدث الذي ما زال وسيبقى عالقاً في الذاكرة الفردية والجمعية للمجتمع والإنسان الإسباني، كونه كان الإمتحان الأصعب واللقطة السوداء في تاريخ ذلك البلد، والذي لا ينفك عن كونه مصدر إلهام لإبداعات الكثير من الأدباء الإسبان المعاصرين، ينقلنا الكاتب إلى الشمال الأسباني مروراً باستورياس وصولاً إلى ليون الأرض التي دارت فيها وعلى محيطها أحداث تلك الرواية، وهي المكان الذي ولد فيه، يجول بنا لكي نطلع على أسماء القرى والبلدات والمقاطعات هناك، ترى بيوتها، مبانيها، وشوارعها، جبالها وهضابها، سهولها أنهارها وجسورها ومحطاتها مراعيها ومواشيها، وكلابها، وموانئها بل حتى الممرات الضيقة في جبالها وأسمائها، أسماء وعناوين لا يمكن حصرها. حاول الكاتب أن يجعل كل شيء مكشوفاً للقارئ كأنه يقف أمامنا ليشرح لنا على متضدة من رمل، كتلك التي تستخدمها الجيوش في زمن الحرب لتحديد المعالم والمسافات وطبيعة مكان في مدينة ما. أن ترتفع الأرض وأين تنخفض مقدار وكميات الأمطار والحسب ونسب الرطوبة، إرتفاع مناسيب الثلج تبعاً لأماكن سقوط، هذه الرياح وأنواعها، تواجد الغابات والخطوط الخضراء، أنواع الأشجار والفواكه "الشجيرات البرية" التي تعطي السهول والهضاب والجبال، أسماءها، وألوانها، رائحتها، وقوامها، صفات الإنسان الأسباني، ثباته وقابليته على تحمل المشاق والصعاب والخطر، حبه وتمسكه بالحياة والعاطفة المتأججة، ليكشف لنا بعد جولة متعبة مليئة بالطلال والنور المتقاطع الذي يغشي العيون، حيث تعود لنا الرؤية الواضحة لاحقاً لنرى بإمعان نتيجة تفاعل ذلك المزيج المختلط الألوان، سنتعرف من خلاله على الروح الأسبانية الصلبة، الروح العاشقة للتحدي، الروح الوطنية التي لا ترى لا وجوداً ولا إنتماء، إلا على أرضها وترابها.