وصف الكتاب:
نبذة الناشر: اقتحم محمد الماغوط المشهد مثل حصان طروادة شعرياً، ليزعزع طمأنينة الأصدقاء قبل الخصوم، بقصيدة غارقة في وحل الشوارع، وأمراض الوحشة، والتسكع، والذعر. قصيدة دنيوية لم تحرج من مختبر سوزان برنار، أو عزرا باوند، أو إليوت، وفقاً لتطلعات أباطرة الحداثة، فهذا "رامبو" قروي، تشققت قدماه من التشرد والجوع والرعب، اختزل المسافات بقفزة واحدة، من "السلمية" مسقط رأسه، إلى "سجن المرّة" الذي شهد كتابة أولى قصائده على ورق السجائر، إلى بيروت الستينيات. في هذه المدينة الصاخبة، سيكتشف معنى الحرية، إختصاصه الوحيد، كما يقول وسيأخذ التسكع مسلكاً آخر، يغذي مغامرته الشعرية من الداخل بكيمياء بلاغية مدهشة، من دون أن يلتفت جدياً إلى هوية قصيدته، ولمن تنتمي، فقد كانت الغريزة والعاطفة لا العقل، هما من يتحكم بمجراها الأصلي. سيبقى "شعرياً" حطاب الأشجار العالية بفأسه الحادة وصراخه البري، وحرمانه الطويل، فهذا الحطاب اللغوي لم يكتف ببضعة أغصان يابسة لإشعال موقده، بل أراد إحراق الغابة كلها، وإذا به يؤسطر صبوات الفرد المهزوم والأعزل والمهمش، من دون أقنعة، أو محسنات بديعية، أو مساومة شاعر حطم أصابع البيانو واستبدلها بعويل القصب.