وصف الكتاب:
لا شك أن ترسُّم مقاصد القرآن هو الخطوة الأولى في مسيرة استئناف الشهود الحضاري، والقيام بحق الشهادة، والسير في رحاب التدبّر إلى آفاق التدبير، وإن واقع المسلمين اليوم ناطق بحاجتهم الماسّة إلى تمثّل هذه المعاني، واستثمار كل الأبعاد التي ينطوي عليها الكتاب العزيز للانطلاق به إلى الآفاق. وإن تفعيل المنظور المقاصدي للقرآن لا ينحصر في معالجة مشكلات الأمة الإسلامية وأزماتها الحضارية، بل هو أمل الإنسانية في التخلّص -أو التخفيف- من آثار المشكلات المعاصرة التي تهدّد البشرية ويستنفر العالم قواه من أجلها، بعد أن أثبت الواقع أن المحاولات العديدة التي أرادت تصحيح المسار المتأزّم الذي قاد إليه الواقع الكوني الغربي لم يكتب لها النجاح. ولعل هذا هو ما ينبغي أن تسلكه وتركّز عليه اجتهادات العلماء المتدبّرين وجهود العاملين المدبّرين.