وصف الكتاب:
هذا هو الكتاب الثالث من مجلد "نظرية في إعادة ترتيب الأديان والعصور"، وهو يثير مسألة غاية في الإحراج بالنسبة لعموم المسلمين المعاصرين، تتصل بطرح تساؤلات غير مسبوقة عن "إيلاف قريش" وما إذا كانت هناك بالفعل تجارة عالمية انطلقت من "مكة الحجاز" ذات يوم في التاريخ؟ إن مجرد التشكيك بوجود "تجارة الإيلاف" قادتها قبيلة حجازية عُرفت باسم قريش، قبل الإسلام، يجب أن يحيلنا إلى سؤال مُحرج: ما هي الدوافع الحقيقية لرفع قريش، أيّ رفع "جنس/عرق" بعينه، لوحده دون سواه من القبائل إلى مرتبة "السيّد" على أجناس/وأعراق أخرى، وبحيث يصبح دون غيره، سيّد المكان الديني وتجارته؟ هل ثمة مبرّر دينيّ من نوع ما، فرض على المؤرخين أن يجعلوا من قريش قبل الإسلام بوقت طويل "سيّدة العرب"؟ وبدرجة أعلى من ذلك، يثير الكتاب سلسلة من التساؤلات عن وجود قريش نفسها في الحجاز؟ وهذا السؤال وتفرعاته، هو بكل تأكيد من المُحرّمات التي قد لا يجوز التفكير بها. لا يتعلق الأمر هنا بالمسلمين المُجادلين حول أيّ شيء يخصّ الإسلام وحده دون سائر الأديان؛ بل يتعلق كذلك بالمسلم التقليدي، لكن هذا، وبسبب وضعيته التاريخية الثابتة، التقليدية والسكونية، أي بفضل صورته الثابتة في المُخيّلة الشعبية كمسلم تقليديّ، سيبدو في أعيننا أكثر تقبّ لاً من سواه لسماع وقراءة التصوّرات المغايرة. ومع ذلك، فهؤلاء جميعاً، المتشدّدون في الدين ومعهم "جمهور المُتدينين الشعبيين" سوف يجدون أنفسهم في نهاية المطاف في حالة حيرة حيال هذا السؤال، ولكنهم لا مناص في نهاية الأمر من أن يردّدوا معي السؤال الجارح نفسه: هل قادت قريش تجارة العالم القديم للعرب، متى وأين؟