وصف الكتاب:
نبذة الناشر: عين القارئ. عين الناقد. عين الرسام. عين المصور. عين الفنان. عين الصحفي. وعيون أخرى كثيرة أصبحت جزءاً من قاموس المصطلحات المتداولة في هذا العصر، ويحدث أن يُحدّث الإنسان نفسه أو غيره بأن يقرأ نصاً معيناً بعين القارئ لا الناقد أو العكس. فكم عيناً نمتلك؟ وهل العين هي المفتاح الأول للتلقي والفهم والتأويل؟ أم أنها مجرد وسيط في ذلك؟ إنه مما لا شك فيه أن تأويل النصوص لا يمكن أن يتم دون قراءتها "السمع أحد أشكال القراءة"، وأن النص الذي لا يُقرأ أو يُسمع لا يمكن تأويله. ولذلك تتداخل هذه الأطراف تداخلاً كبيراً لدرجة استحالة الاستغناء بأحدهم عن الآخر. وبحسب النصوص القرآنية فإن خلق هذا الكون ومنظومته وحياة البشر فيه قامت -وما زالت- على عنصري الكتابة والقراءة بشكل كبير. بدءاً من خلق الكون وحفظ كل شيء مُقَدَّرٍ فيه في لوح محفوظ ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا. إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾. ثم الأمرُ الرباني للنبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة في أول الآيات التي أنزلت عليه ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)﴾. واتهام المشركين الرسول عليه الصلاة والسلام فيما بعد بتهمة تتصل بالكتابة ﴿وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾. بل إن النصوص القرآنية تشير إلى أن حياة الآخرة ومن ثم الحساب ودخول الجنة والنار ترتبط بقراءة ما تمت كتابته في الدنيا للإنسان بواسطة ملكين عن يمينه وشماله: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ﴾. وقوله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ﴾.