وصف الكتاب:
ظل زيد لحظات واقفا فوق جواده، وهو يبدو كتمثال من الشمع قبل أن يستعيد إحساسه بالزمان والمكان، وتهللت أساريره فرحا فور رؤيته لجميلة، ووالده حسان، والفرسان التسعة. فقفز في رشاقة من على متن جواده، وهو يحتضن والده قبل أن ينظر إلى جميلة في حنان، وقد خفق قلبه في قوة فأشاح بوجهه بعيدا، وهو يحاول السيطرة على مشاعره الفيّاضة مقاوما دمعة كادت تهرب من عينيه وهو يقول: لقد ظننتُ أننا لن نلتقي يا لي من شخص سعيد. بدا التأثر على وجوه الجميع، وحسان يقول: سعادتي أكبر يا ولدي. قطع أحد الفرسان تلك اللحظات المؤثرة قائلا: ماذا سنفعل يا سيدي؟ لاذ حسان بالصمت، لكن جميلة التي لم تحاول سؤالهم عن كيفية وصولهم إلى المكان؛ فقد كانت تعلم أن كل شيء في هذا العالم يحدث فجأة ودون اختيار أو علم أحد منهم، لذا فقد تجاهلت ذلك، بادرت بالجواب قائلة: سنسلك الطريق العكسي. قال أحد الفرسان: أحسنت يا سيدتي. نفس ما فكرت فيه، سنولي ظهورنا للمباني، ونسير في عكس اتجاهها. ما أن انتهى الفارس من نطق عبارته، حتى امتطى كل منهم صهوة جواده، واستعدوا للانطلاق في الطريق الذي حددوه، وأشار حسان الجميلة قائلا: هيا يا بنيتي، فلتمتطي صهوة جوادي وقفت جميلة مكائها دون أن تتحرك قيد أنملة، وقد تعلقت بها عبون الجميع، وهي تقول ولكن كيف سنغادر المكان دون البحث عن والدي؟ نظر إلها حسان في صمت، قبل أن يقول زيد: المهم أن نخرج من هنا، وتعودي سالمة إلى .. قاطعته قائلة في حزم: لن أغادر هذا المكان قبل أن أعثر على والدي. لم يجد حسان الذي كان يود الخروج معهم من هذا العالم والعودة لاحقا ليبحث وحده عن سيده بدًا من الإذعان لرغبتها، فقال في صوت واهن: المهم أن تخرجي أنت يا بنيتي بخير من هذا المكان الملعون، ثم أعاود أنا ومجموعة من الفرسان.... وقاطعته وهي تقول بنفس الحزم: سنبحث عنه معا.