وصف الكتاب:
عندما يقوم الأستاذ بزيارة أي بيت، فإن أول ما يلفت نظره وجود مكتبة في هذا البيت، أم لا، فإن وجد مكتبة، تقدَّم إليها وراح يستفتح زيارته بتأمل محتوياتها، ثم يباركها لصاحب البيت، وإن لم يجد مكتبة، يشعر بألم وهو يوصي صاحب البيت أن يجعل مكتبة في بيته حتى لو كانت صغيرة، لأن البيت الذي لاكتب فيه هو بيت خرب، ثم يخبره بأنه سيقدِّم له مجموعة كتب على سبيل الهدية. أحيانًا يقول لي بأنه يحلم أن ينجح في مسعاه حتى لايبقى بيت في إقليم كردستان بلا مكتبة منزلية . نهضت السكرتيرة عندما لمحته قادمًا وهي تقول: وصل الأستاذ. عندئذ نهضت سورين أيضًا، وامتدَّت بها نظراتها إليه وهي تراه لأول مرة، تنظر إليه يتقدم بشموخ وثقة وهو يتوقف للحظات ويلقي السلام على كل مَن يصادفه، يتحدَّث بضع كلمات ثم يستأنف خطواته وهي تنظر إليه بإعجاب شديد، تتأمل ثيابه الأنيقة، البدلة الرسمية مع ربطة العنق كما لو أنها جديدة يرتديها لأول مرة، حتى الحذاء يلمع كما لو أنه ينتعله للتو.