وصف الكتاب:
استعرض الكتاب بإسهاب تاريخ مدينة جرجا القديم من عصر ما قبل الأسرات حتي العصر الذهبي في الأسرة السادسة، واستهل الباحث في كتابه أنشودة كتاب الموتي «يا من تذهب .. سوف تعود.. يا من تنام سوف تنهض» مؤكدًا أن طوال العصر الفرعوني، كان إقليم جرجا يزخر بالكثير لكن عصر ما قبل الأسرات، كان يمثل لإقليم جرجا العصر الذهبي. أول عاصمة للبلاد في جرجا يقول المؤلف في مقدمة كتابه: «إن حضارات عصر ما قبل الأسرات كانت منتشرة في جميع مصر، خاصة عين شمس وإدفو ونقادة والمحاسنة وأبيدوس. وكان إن قدر الله أن يخرج من إقليم جرجا من يقود لواء توحيد مصر، وبدأ آخر أمراء هذه الأسرة وهو الأمير مينا في تكوين الأسرة 1 وقام بتوحيد مصر السياسي من جديد، وأقام أول عاصمة للبلاد في مدينة طينة (جرجا) التي استمرت عاصمة للبلاد طوال عصر الأسرات الأولى والثانية. في خلال حكم الأسرة الثالثة. قام الملك زوسر بعد فترة من حكمه بنقل العاصمة إلى منف في شمال الوادي واستمرت منف عاصمة للبلاد باقي عصر الأسرة الثالثة، حتى نهاية عصر الأسرة السادسة، واسم إقليم جرجا هو (تا – ور) ومعناه الأرض العظيمة وهو الإقليم الثامن من أقاليم مصر العليا. وأخد قدسية عند كل المصريين ليس لأن منه خرج مينا موحد القطرين، وإنما لأن أوزير المقدس عند كل المصريين وهو جد أغلب المصريين مدفون فيه مثلما تشير الأسطورة القديمة. أما عاصمة الإقليم فهي مدينة (طينة أو شيس) وطينة وتني وثنيس، كلها أسماء لمدينة واختلاف النطق لاختلاف الثقافات التي مرت بها مصر، وموقعها الحالي مدينة جرجا على أرجح الأقوال، وهناك أقوال أخرى إنها مدينة البربا أو نجع الطينة بكوم الصعايدة، وهناك من يرجعها إلى أبيدوس. ضعف دور العاصمة بعد الدولة القديمة ظلت جرجا عاصمة الإقليم وأبيدوس جبّانة الإقليم ولكن بعد عصر الدولة القديمة أخذ دور العاصمة يضعف وظل دور الجبانة له مكانته المقدسة حتى أصبح الإقليم يعرف باسم الجبّانة أبيدوس وظلّ كذلك إلى نهاية العصر الفرعوني، ثم أصبحت مدينة المنشاة عاصمة الإقليم في العصر البطلمي وأصبحت طينة وأبيدوس تابعة لمدينة المنشاة، ثم أصبح الجميع تابع لمدينة أخميم. ويؤكد الباحث رأفت سعيد الذي نشر في كتابه مجموعة من الصور تنشر لأول مرة أنه طوال عصر ما قبل الأسرات، كان إقليم (تاور) هو الإقليم العظيم في أرض مصر، وكان حكّام الإقليم لهم دورهم في سياسة البلاد، وهم الأقوى بين حكام الأقاليم، وربما كان معهم يتمتع بنفس القوة تقريبًا، حكام إدفو وأسوان وأخيرًا إهناسيا.