وصف الكتاب:
تحتوي المجموعة على عدد من القصص القصيرة، والقصيرة جدًا، التي تمتاز بحبكة درامية تصيب الهدف السردي من عرض للمشكلة مع إيجاد حلولها عبر كلمات رشيقة ولغة عذبة وألفاظ بديعة. تتضمّن مجموعة «عربة الصمت» بين طياتها: عربة الصمت، خيول بدينة، الشارع الوحيد الخالي، امرأة الفجان، المرهوب، النوم في الحرب، حلمي الأكبر في الحياة، الممثل، رغبة التخفي في لندن، وصايا الحكمة، صانع الأفكار، المذعور، مسرح الأقنعة. عربة الصمت تحمل أشكال من البشر يقول المؤلف في قصة عربة الصمت: منذ ثلاث ساعات والعربة صامتة لا تحب الكلام.. بجانبي عجوز ينظر عبر النافذة وهو يلوك بعلكة.. القطار السائر في البر الشاسع يصدر زعيقًا مزعجًا. أمامي تجلس امرأة أربعينية كما يخيّل لي، مطأطأة رأسها في الأرض. الجو معتدل والسماء ملبدة بغيوم سود مخيفة وبالكاد تُرى الأشياء من النافذة رغم أن الوقت ظهرًا.. وعلى يمين المرأة يجلس رجل ثلاثيني ـ كما خمنت ـ ببدلة سوداء أنيقة، ولكنه بدون ربطة عنق تاركًا الزرين الأخيرين من قميصه الأبيض مفتوحين.. الزعيق يحوم حولنا وصمت العربة يتبخر مع كل صفير يطلقه القطار الذي يسير ملتويًا كأفعى خجولة.. الثلاثيني كان يسترق النظر إلى المرأة المتسمرة بالأرض فيما ظل العجوز يبحلق بعينيه إلى الخارج الذي صار النهار فيه أشبه بغروب جراء الغيوم السود المتراصة. ثلاث ساعات تحولت العربة فيها إلى صفيحة قمامة.. الأوساخ والنفايات انتشرت بغرابة أسفل المقاعد وفي الممر الضيق. الركاب يرمونها بكل سرور وصاروا كأنهم يجلسون في مكب للنفايات ولكن لا كلام. لم أسمع صوتًا أو حديثًا إلا بالهمس. المؤلف إبراهيم سيتي يُذكر أن المؤلف قاص وروائي له العديد من المؤلفات، تُرجمت بعض قصصه كتمثيليات إذاعية وتلفزيونية منها (وجوه في ذاكرة الليل- الطريد- مباغتة جبل)، ونُقلت للتلفزيون خمس قصص قصيرة ساهم في إعدادها بعض الإذاعيين المعروفين. حصد العديد من الجوائز منها: جائزة القصة القصيرة العراقية عام 1992. جائزة القصة القصيرة العراقية لمجلة الأقلام عام 2006.