وصف الكتاب:
تدور فكرة الرواية حول أحداث اجتماعية عاشها البطل في بغداد بحثًا عن عمل وتخبطه للبحث عن لقمة العيش من ناحية ومحاولة إرضاء والديه من الجانب الآخر. تعثرت قدماه في البحث عن وظيفة حتى قابله العم إبراهيم، استمد منه القوة والصبر والحكمة والأمل في الحياة بعد أن استشعر بطل الرواية اليأس إلى أن التقى صديقه مصادفة. «عصر الغياب» الرومانسية ممزوجة بالواقع ومن هنا بدأت أحداث الرواية في الانغماس في مشقة العمل الوظيفي، وعلى الجانب الآخر أكثر لينًا ورومانسية. دق قلب البطل عندما خطفت قلبه طالبة تحمل كتبها بين كفيها تخرج من المحاضرات، اقتنص البطل الفرصة وخدمته لغته الشعرية وفصاحة لسانة بأن يقرأ عليها بعض قصائده فشعفها حبًا. نجد البطل يروي لنا حاله عن معاناته في البحث عن عمل فيقول المؤلف في ص 13: «في الممر المؤدي إلى غرفتي، قابلت الحاج محمود والذي بادرني بالسؤال ضاحكًا: هل وجدت عملًا؟ وبحركة من رأسي أشرت إليه بالنفي، ربت على كتفي، أخذ يكلمني عن الصبر كي يمنحني بعض الأمل، ولم ينس أن يذكرني بأنني في نهاية المطاف سوف أحقق كل أحلامي». يسرد لنا البطل لحظات الرومانسية التي عاشها عبر الأحداث، موثقها بحقبة زمنية عام 2008 في بغداد. يقول المؤلف : «لمحتها من بعيد، كانت من بين الطالبات اللواتي انشغلن بمراجعة المحاضرات في مكتبة الكلية، في بداية الأمر كنت أراقبها من غير أن تشعر، لكنها أخذت تنظر لي كلما أتيحت لها الفرصة لذلك، وعندما تتلاقى أعيننا، كانت تطيح بنظرها بعيدًا عني وتتصنع اللا مبالاة. بدأت أحب مكتبة الكلية وأطيل المكوث فيها، لا لشيء إلا لكي أراها ونتيجة لذلك بدأت بقراءة أي كتاب تصل إليه يدي، وخصوصًا في الأوقات التي انتظر فيها قدومها، هل صحيح أن الحب الجديد يميت الحب القديم؟.. لا أعرف فلقد ارتبكت مشاعري وتشوشت أفكاري، ولكن كل الذي أعرفه الآن هو أنني بدأت اهتم بهذه الفتاة الأنيقة المليئة بالغرور». أحداث عراق 2013 لا يغفل المؤلف عن الجانب السياسيى في اكتمال عمله الإبداعي، بعد أن تناول قضية الزمان والمكان بتفاصيلهما، حتى ينتقل بنا إلى حقبة مهمة في تاريخ العراق (عراق 2013)، يشرح لنا الوضع السياسيى للبلاد آنذاك بأسلوب مشوق من داخل أحداث الرواية ممزوج بخيوط السرد، حتى لا يخرج بنا عن عالمه السردي الاجتماعي الأقرب للواقع، وإن كان مغلفًا بالخيال. فنجده يقول في صفحة 84: «بغداد 2013 عبر جهاز التلفاز وفي مقهى حسن عجمي في شارع الرشيد، استمعت إلى خطاب الحاكم المدني للعراق، بول برايمر والذي نصبته قوات الاحتلال. كان يعد الشعب العراقي بالرفاهية والتقدم والازدهار، مذكرًا إياهم بأن قوات بلاده جاءت لإنقاذهم من الظلم والطغيان، على الفور نهضت من مكاني متوجهًا إلى أقرب مطبعة، حيث قمت بطباعة لافتة كُتب عليها (أنت كذاب كبير يا برايمر )، عند مدخل المنطقة الخضراء في جانب الكرخ من مدينة بغداد. توقَّف موكب السيارات المصفحة أمامي.. كنت أنا المتظاهر الوحيد الذي وقف بانتظار خروج برايمر، لم أستطع أن أميّز احدًا في تلك السيارة المصفحة السوداء بسبب زجاجها المظلل».