وصف الكتاب:
تعالج الرواية موضوعًا ما زال حاضرًا في المجتمع العراقي، يصف فيها المؤلف حياة العراقيين خلال العقد الأخير، وتحديدًا، الصراع السياسي والطائفي اللذان مر بهما «عراق» ما بعد صدام. وإن كان العنوان «عصا الساحر»، معبرًا عن مثيولوجية عراقية تتردد كثيرًا في الحوار الواقعي للمجتمع عندما تقف نقطة الحديث في العجز التام للبحث عن حلول، وإن كان ساخرًا فمن الواقع، ويشير إلى أن التغير الحقيقي الذي يأتي من التصحيح التراكمي في الداخل العراقي. عصا الساحر وأحداث «عراق» ما بعد صدام الرواية تفوح منها رائحة القهر السلطوي بمجتمع مغلوب على أمره، تدور فيها الأحداث ما بين سقوط صدام 2003 وانتخابات 2010، والفوضى التي ضربت كل مدن العراق، إنها لوحة رسمتها يد التطرّف الأعمى وفساد النهب المنظم والمبكر في الواقع العراقي بكل وقاحة. التقط الروائي عباس الحداد صور واقعية عاشها في الوسط السياسي العراقي، وأضفى عليه سرّية، وضح فيها أجهزة الأمن. شهدت الرواية تحولات الشخوص، منها سميرة عيسى من امرأة مغتصبة في السجن إلى مترجمة للأمريكان، وتحوّل عيسى حنون من منفى الخارج إلى منفى الداخل، وتحوّل شاكر من مثقف له وظيفة إلى سائق تاكسي. ومن المثقفين نجد شخصيات يسارية مقهورة، تعاني من الإقصاء والغربة والإهمال والعزلة، لهذا انتهت إلى مصائر بائسة؛ (شاكر يُذبح، والدكتور صادق يموت مخنوقًا بسلك ناعم). إذن لم يتبق من اليسار سوى حيوات ميتة بموت الاشتراكية ونهاية الشيوعية. يقول المؤلف: «الحقيبة السوداء زادت من ظلام لياليه، زادت من آلامه، وهجت جروحًا قديمة، تصور في لحظة تصالح مع نفسه، أو لحظة يأس، أنها أمحت من ذاكرته من طول ما مرت به من مآس ولوعة وصبر». وفي مقطع آخر من الرواية يقول عباس الحداد: انحدر للشارع العام، وسار مع حافة الرصيف الذي تآكلت حوافه الأسمنية، ونسى للحظات وجهة سيره.. انتبه، ودخل السوق بعينين حزينتين». بغلاف جميل منمّق مزدان بعقارب الساعة التي تدور حول أحداثه، يتحفنا المؤلف بكلمات رشيقة مدونة على ظهره: «سنعيش لحظات ممتعة، وسنجرب معًا لذة الحياة التي حرمت جسدك الملائكي هذا منها، لم يبق لدينا إلا ساعات معدودة، لا أريدها أن تذهب هدرًا، ولا أريد أن أضيعها واطمئني يا حلوة، ما عليك سوى مجاراتي، بما سنفعله، اتركي لي حرية إدارة اللعبة، ولن تندمي». يُذكر أن «عصا الساحر» فازت بجائزة النخبة للرواية لعام 2019.