وصف الكتاب:
تناقش الرواية علاقة الإنسان بالحياة والموت وذلك من خلال حياة البطل الذي حمل اسمين (سمير وسعيد) وانتحاره من خلال فكرة. بنى المؤلف فكرته على الدهشة الفنية وكسر أفق التوقّع وإصابة القارىء بالدهشة. عالجت رواية «الموت هو المكيدة»، الكثير من القضايا الاجتماعية في واقعنا؛ مثل قضية أطفال الشوارع ومجهولي النسب، وقضية الفكر الذكوري وهدم حقوق المرأة، وثورات الربيع العربي وما نتج عنها من تفكيك وهدم للمجتمعات العربية وحروب أهلية ناتجة عن بعض الأنظمة الحاكمة الفاسدة من جهة، وغياب الوعي لدى الشعوب من جهة ثانية. وإن كانت الرواية تنحاز إلى الطبقة الكادحة المهمشة في المجتمع، كما تنحاز لقيم الحب والخير والعدل والمساواة. الموت هو المكيدة تطرح أسئلة وجودية كما تقوم الرواية في رؤيتها على العمق الفلسفي من خلال طرح الأسئلة الوجودية حول الكثير من القضايا الشائكة مثل قضية الموت، الانتحار، الحياة، مفهوم السعادة، معنى الحب، جدوى عملية الكتابة في مواجهة متاعب الحياة، والمرأة ودورها، ومعنى الصبر. كما تتعرض الرواية لقضايا وجودية أخرى يستشهد فيها المؤلف بعبارات لكتّاب ومفكرين وفلاسفة. يوظف الكاتب لغة الجسد، من خلال مشهد اغتصاب نادية، وعلى الجانب اللغوي تجد توظيف لغة المجاز لنقف على لغة جميلة تخلو من التقعر، لكنها تحتوي على العمق الفلسفي وتوظيف المجاز واستلهام شخصية الراوي. «الفلاش باك» يغوص في تفاصيل الرواية استرجاع الأحداث عبر نظرية «الفلاش باك» التي تؤكد أهمية الشكل الفني للرواية؛ وذلك لأجل الغوص والاستمتاع بتفاصيلها. يقول الؤلف: «ماتت لينا وأخذت كسرة العقل الوحيدة التي بقيت، أخذت كل حياتي وذهبت كأن كل جبال العالم انقلبت فوقي، كأن ضجيج الدنيا انفجر في أذني، كأن البحر فاض واصطدم بي. فقدتها وفقدت قلبي معها، أشعر أنني أزن أطنانًا من الحديد لا أستطيع الوقوف على قدمي، جسدي يرتعش بالكامل، سكون قلبي يكاد يفتك بي. فقط مشيت تجاهها، حملتها بين ذراعي لحظتها هويت على الأرض منفجرًا بالبكاء والصراخ والضجيج الذي ضج بكل أركان وممرات المشفى، كان جلدي باردًا كجلدها ونبضي متوقفًا كنبضها، شممتها وشهقت زفيري لتظل رائحتها حبيسة في قلبي، أدركت أن في الحياة حقيقة واحدة وهي دموع الرجل..»