وصف الكتاب:
حصلت على جائزة «النخبة للرواية». تدور فكرة الرواية على سريالية العراق ما بعد 2003، حيث يتم التناص بين مشاهد الرواية وبعض من لوحات السريالين وقصائدهم، استطاع المؤلف أن يختلق شخوص الرواية الأساسيين في شخصيتين هما محور العمل الروائي، الشاب سليم والرسامة غادة. يعيش سليم بين غابة من الموظفين الفاسدين، اكتشف خيانة زوجته بالصدفة، وبعد أن طلقها خسر أبوه كل ثروته بسبب أخطاء حكومية بيروقراطية، فيبقى معتمدًا على مصروفه وما تدرّه عليه وظيفته ويكون وحيدًا في بيته. أما غادة، فهي فتاة تهتم بالرسم، وتعيش في بغداد، تتعرض لفضيحة إلكترونية فينتشر المقطع في أغلب المواقع على الإنترنت، يعرف بفضيحتها القاصي والداني، ويصل خبرها لأخيها الذي يسجنها في غرفتها ويمنع عليها الخروج. وبعد مقتل أخيها على يد مسلحين مجهولين وبسبب ما تعرضت له من صدمات في بغداد تقرر أن تهاجر إلى الجنوب في مدينة الناصرية، حيث تلتقي بسليم في دائرة عملها الجديد. في هذه الأحداث نجد سليم قد أعجب بغادة ونشأت بينهما علاقة، على الرغم من كونها متذبذبة في مشاعرها تجاهه، وبسبب ظروفها الصعبة وماضيها الذي يلاحقها حتى في مكان عملها الجديد ومكان سكنها الجديد أيضًا، فإنها تتعرض لاضطرابات نفسية تودي بها إلى حافة الجنون، يحاول سليم أن ينتشلها مما هي فيه، ويعرضها على طبيب نفسي يعيد إليها بعض مما فقدته من رشدها. العلاقات الاجتماعية وما بها من خطايا يعتبر بناء الرواية دائري من حيث القوالب النقدية للبنية السردية، تدور حول العلاقات الاجتماعية ، تبدأ من حيث تنتهي، خلال العمل نلاحظ كثرة الخطايا التي يرتكبها المواطنون والحكومة على حد سواء، وهي خطيئات تتناص مع لوحة ابن الإنسان لرينيه ماغريت. يقول الراوي: خلعت ملابسي قطعة إثر قطعة، أغمضت عيني، فتحتها، لم يعد موجودًا بعد أن انتهيت، طلبت منه أن يأتي بالمنشفة، المعلقة على الحائط، برزت يده بعد ثوان من خلف الباب، ممسكة بمنشفة بيضاء كبيرة، ضحكت ثم أخذتها، لفتتها على جسمي، عدت إلى الغرفة، دخلت ما ان اقتربت من الخزانة، حتى انغرزت بقدمي قطعة من زجاج الساعة التي هشمتها البارحة، ندت عني صرخة ألم، مشيت بعرج، انفلتت المنشفة مني، جلست على حافة السرير، علقت قدمي وناديت: سليم.. إلحقني لقد جرحت. قطرات الدم تسيل مني، ألقيت بجذعي على السرير، تناثرت حبيبات الماء من شعري، وابتل الفراش من تحتي، لم يعرف سليم كيف يتصرف إزاء هذه المرأة التي تستلقي أمامه عارية، لم يستطع صبرً ا، فتغلب الجانب الحيواني على ما فيه من إنسانية.