وصف الكتاب:
تعتبر الرواية البوليسية فن سردي جذاب مشوق بالأحداث التي يختلقها الراوي في هذه الرواية البديعة نجد القاريء نهم بكل سطر خطه المؤلف متشوق لكل كلمة تخرج من فم الراوي، فيها نجد براء الشامي يأخذ بيد القارئ إلى بستان الألغاز حيث يقوم القاريء بفك الشفرات بمعرفته. الرواية البوليسية وفك شفرات الأحداث تدور أحداث الرواية في فلك بوليسي استخباراتي على أرض دمشق حول محورين أساسيين من الشخوص وائل وعامر ورجل أعمال غني يسكن القرية يُدعى أبو فريد، في هذه الرواية نجد دور الشرطة وتفاعلها واستخباراتها حول فك شفرات الأحداث . يقول الراوي: في القصر دخلَ النقيبُ رياض قصرَ الرجلِ الثريّ الذي هو من أعْلامِ القريةِ السيد (أبو فريد)، وجلسَ في صدرِ الغرفةِ التي بلغَ طولها ستةَ عشرَ مترًا. قال أبو فريد: يا لِأيهمَ الذي كان سببًا في تشريفكَ لنا، فواللهِ اشتقتُ إلى لقائك. وكأنني سمعتُ أنك كنتَ في قريتنا قبلَ أيام؟؟ تجاهلَ النقيبُ السؤالَ وهربَ منهُ بذكاء. النقيبُ: يبدو أنكَ لا تعلمُ أنَّ ضُبَّاطَ الشرطةِ لهم أشباحٌ يتجولونَ ويسرحونَ ويمرحون. فضحكَ جميعُ مَنْ حضرَ حتى إنَّ (أم فريد) استحيت من الضحك. على سُفرةِ العشاءِ طلبَ النقيبُ رياض من أبي فريدٍ أنْ يحضرَ «فنان الضَّيعة» (أبو فارس)، كي يستمتعوا بالسَّمرِ على أنغامِ عُودِهِ وصوتهِ الطَّروب. وبالفعل بدأت سهرةُ المهمةِ السريةِ على أفضلِ حالٍ، وجلسَ أيهم إلى جانبِ النقيبِ يُلاطفهُ ويداعبهُ، وأخذ أيهمُ يحكي عن أصدقائهِ في النادي الجديد، كيف استطاعَ أنْ يتغلبَ عليهم في السباقِ والسباحةِ وكيف أهدتهُ (دينا) صديقتهُ زهرةً حمراءَ وقالت لهُ أنتَ لطيف. الحبكة الحوارية في أحداث الرواية وفي مقطع آخر من الأحداث اعتمد فيه المؤلف على الحبكة الحوارية، لإظهار جماليات الحوار يقول براء الشامي: «وهو يقودُ سيارتهُ كالمجنونِ تذكَّرَ وائلٌ الكرتَ (بطاقة دعائية) الذي أعطاهُ إياهُ (طوني) المشرفُ على قصرِ أبي فريد بقرية عين الغزال وقالَ لهُ حينها: يا وائل .. في أي وقتٍ قد تحتاجُ هذا الرقم، هو لأخي عيسى في اليونان وعندهُ هناكَ مطعمٌ وأمورهُ وعلاقاتهُ طيبة، وعلى فكرة لديهِ طُرقٌ غيرُ شرعيةٍ للسفرِ إلى أثينا بدونِ أي مصاعبٍ أو خوف. وهنا قال وائلٌ بصوتٍ عالٍ.. إلى أثينا… سلمى: وماذا نفعلُ هناك! ـــ نتزوجُ يا حبيبةَ قلبي وروحي ووجداني . أنا يا سلمى منذُ اللحظةِ الأولى التي رأيتكِ فيها قلتُ سأتزوجكِ حتى لو كانت حياتي مهركِ، وقلتُ أيضًا: إنَّ هذا الجمالَ لا يستحقُ السجنَ، فكيف بهم يحكمونَ عليكِ بالإعدام؟ وهذا هو المستحيل. رتَّبَ وائلٌ باتصالٍ مع عيسى السفر، وانطلقا إليهِ على وجهِ السرعةِ. كانَ هناكَ (يختٌ) على متنهِ القائدُ (إلبرت) جاء إليهِ وائل وقال له: عيسى يهديكَ السلام. إلبرت: أهلًا وسهلًا تفضل ومن معكَ بالجلوسِ على متنِ اليختِ ودعِ الباقي لي. بعدَ انتظارٍ دامَ خمسَ ساعاتٍ انطلقَ اليختُ يشقُّ عُبابَ البحر. وائل: أخيرًا انطلقنا يا سلمى. ـــ أحسُّ بالإعياءِ الشديدِ أنا متعبةٌ لِمَا لقيناهُ من انتظارٍ والآن أشعرُ بدوارِ البحر ربما! ـــ سأرى القائدَ ألبرت ثم أعود. ـــ متى سنصلُ يا كابتن؟؟ ـــ لا تقلق لن نتأخرَ … ربما بضعُ ساعات. ـــ مخطوبتي سلمى متعبةٌ وتشعرُ بدوارٍ فما العمل؟ ـــ اطلب منها ألا تنظرَ للبحرِ ولا للسماءِ وألا تشربَ شيئًا حتى نصل، وهذا الأمرُ طبيعيٌّ جدًّا ولا يدعو للقلق. وكما قال الكابتنُ ألبرت بعد بضعِ ساعاتٍ نادى، وصلنا فاستعدوا وصلنا استعدوا.