وصف الكتاب:
ترصد الرواية ذكريات وآلام وغربة بطلة الرواية (أسماء) مسترسلة في الأحداث التي شملت العديد من الشخوص والمواقف والمفاجآت. (أسماء) امرأة تعيش في روسيا لإكمال دراسات عليا، فتشعر بغربة في هذا البلد الثلجي. ابنة الجنوب التي تُصدم ببرودة الجو حيث تصل درجة الحرارة 30 تحت الصفر، وأكثر في بعض الأيام. وفي غمرة انشغالاتها مع الطلبة ومع هذا الوضع الجديد، تعتريها حالة من الحنين إلى الوطن. عودة أسماء إلى الوطن مسترجعة في رحلة العودة، أخواتها الثلاثة، وعائلتها المكونة من أب قاسٍ، فكان اسما على مُسمى (جبار) يعتريها الهسيس والجبن من الأب المُتجبر والذي خرج ولم يعد يُعرف مصيره. فتَمَثَل في الابتعاد عن الوطن، ومحاولة محو ذاكرتها من الأهل والأقارب. وتكبدها رحلة نحو المجهول، فتحط في سماء وطن ثان، علّ الأيام فيه تداوي جراحاتها. متأملة في ماضيها وماضي عائلتها، بدءًا من التنشئة الصعبة وما يتعلق بها من مآس وأحداث. وتعرضها في طفولتها إلى حوادث قاسية، تُختزن في نفسها. فالأم المغلوب على أمرها، تُضطر إلى الخدمة في البيوت لكسب لقمة العيش، والإنفاق على أسرتها الصغيرة. و (مريم)، الأخت الثانية، والتي أثرت بشكل أو آخر على حياة أختها أسماء. الفتاة العنيدة والمهووسة بالمشاغبة. والتي تتعرض لحادث كاد أن يودي بحياتها. أما (لمى) الأخت الصغرى فهذه وجدت في الحياة، ولكن ينعدم وجودها، فتكون نسيًا مّنسيًّا، حتى أن اسمها يُنسى في بعض الأحيان من قبل أختها أسماء. في الرواية متابعة وسبر حيوات أكثر من 41 شخصية، مختلفة معظمهما من الأهل والأقارب والصديقات، والأصدقاء. غربة رافقت (أسماء) وحاصرتها، فلم تستطع مواصلة دراستها، لتعود بخيبة جديدة. تسترجع عبر فصول عديدة، أسماء أشخاص كانوا السبب في هذا الشعور الذي ظل يداهمها حتى عند ابتعادها عن مكان ولادتها وصيرورتها. فيمر شريط الذاكرة بالطفولة البعيدة، وبصديقات العمر وحيواتهن المختلفة، وتأثيرهن على حياة أسماء. شخوص الرواية فصول الرواية بأسماء شخوصها، بدءًا من (جبار) الأب الذي لم يكن يعنيه من عائلته غير تعلق مرضي بأمه فقط، مما أثر على حياته وحياة أسرته. (جينيا) الطالبة الروسية والصديقة المقربة ل (أسماء) وحصلت معها بعض المواقف التي غيرت تفكير أسماء وجعلتها تتخذ موقفًا مغايرًا لسير أحداث حياتها. في أن يكون لكلب صغير معروض للتبني، قيمة عند البشر هناك، بتأسف الصديقة جينيا لسوء معاملته وقسوة صاحبه بعرضه للتبني، هذه الحادثة كالمرار المكبوت في المعدة، حاولت أسماء إزاحته بالبكاء وحيدة. فاتّخذت قرارها المفاجئ في العودة المعاكسة. لكنها ترى أن البلد لم يتغير فيه شيء، بل زاد بؤس الناس والحياة فيه. وتمثل بمشاهدة فتيات صغيرات، ذوات أبدان ضامرة، يبعن علوكًا، أنواعها رديئة، يبدأن بنقر نوافذ السيارات، يدويا حيث تدرّبن على الالتصاق بالمسافرين حدّ اضطرارهم لشراء ما ليسوا بحاجة له منهن. فتشعر ببرودة الجو، متذكرة صبية تمر كهاجس سريع في رأسها. (زينة)ا لفتاة الصغيرة ورفيقة الطفولة، وأسرارهما الصغيرة معًا، حين راحت تسرّها بأن هنالك تغييرًا سيطرأ على جسدها في قريب عاجل، ليس محالًا، أي بالذي يجعل هذا الجزء القابع بين فخذيها ينزُّ كل هذه الكمية من الدم. فيتسلّل رعبٌ مهول إلى أعماقها، ويظهر جليًا على ملامح وجهها. لتستمر الذاكرة برفدها بسيل عارم من ذكريات وأحداث، فتدور الدنيا بأحداثها ومفاجآتها، فتتلقى أسماء رسالة تضع نهاية لآلامها ومكابداتها. مرددة في نهاية الرواية: آه أيّتها المرأة العصفورة، آه منك، أنت تنقرين ورقًا أخضر، سيتجعّد فيما تحوكين كلمات بمنقار لوقت فائت، كأنّك تثقبين زمنك، متناسية تيبّس الورد، فيتساقط قشٌّ سرابًا!