وصف الكتاب:
تضم المجموعة: (آخر ليالي ديسمبر، مساء المدينة، رياح الخماسين، الطابق رقم 11) المجموعة القصصية تتناول الكثيرمن المشكلات الاجتماعية، من يقرأها أيًا كان عمره أو ظروفه الاجتماعية سيجد نفسه حتمًا في إحدى شخصياتها، أو على الأقل في جزء منها أو في موقف مرَّ به.. استطاعت الكاتبة جيهان جمال في كل قصة أن تعرض حالات وعلاقات اجتماعية مختلفة وذلك بالتنقُّل بين الشخصيات والأماكن بسلاسة وبأسلوب شيق، مما يجعلك تتابع الأحداث دون ملل، وتثير لديك توقعات مستقبلية للأحداث تجذبك أكثر لمعرفة مدى صدق توقعك. آخر ليالي ديسمبر تغوص في نفوس البشر أبحرت الكاتبة في النفس الإنسانية بعرض العديد من النماذج للبشر وعلاقاتهم بأنفسهم أولًا ثم علاقاتهم ببعضهم، والوقوف على الأخطاء التي قد يرتكبها الإنسان في حق نفسه أو في حق الغير، من خلال سرد قصصي ممتع يحمل في ثناياه العديد من النصائح بشكل غير مباشر من خلال حوار النفس لشخصيات القصص. المجموعة في مجملها تحوي تجارب إنسانية إجتماعية تكشف لقارئها عن جزء في نفسه أو تجربة مرَّ أو يمر بها بالفعل. تقول الكاتبة في قصة (آخر ليالي ديسمبر): «وما أن دخلت على عاصي بالشُرفة حتى ظل ينظر إليها وإلى القلادة.. فظنت لأول وهلة أنه مُعجب بالقِلادة، وقبل أن تحكي له أن هذه القلادة كانت هدية جدتها نازلي التي أوصتها أن تضعها حول عنقها حين تصبح عروس.. وجدت وجهه بدا شيئًا فشيئًا ربما ينفجر من كل هذا الكم من الغيظ، وهي لا تعي أنه منزعج من كل هذه الرقة، وهذا الجمال.. حين بدت أمامه كالملائكة.. فراح يصرخ في وجهها أَن تدخل إلى الغرفة حالًا.. لم تصدق عينيها ما ترى..» نماذج لعلاقات اجتماعية وفي قصة (رياح الخماسين) تقول الكاتبة: «ينظر إليها يحيى نظرة شاردة.. باردة.. ضاع منها وهج العشق الذي كان.. ينظر إليها وكأنه يريد أن يغمض عينيه كى لا يبحث عن نوال التي أحبها قبل ثلاثين عامًا.. فكفاه ما لاقى. هو يبحث فقط عن ما تبقى منها، فيراه الآن أطلال جمال لامرأة قاربت على عامها الستين.. بعد أن كانت ذات يوم تأسر بجمالها العقول قبل العيون، و ما أراد الآن سوى حرق الأطلال بعد أن صار أشد بُغضًا، ونفورًا . أما هي فتطوف بعينيها الكحيلتين حول تفاصيل روحه التي تراها دائمًا ذات التفاصيل التي تسكن وجهه لتجده كما هو.. ظنًا منها أن الزمن لم يطال منه شيء سوى مسحة الحزن العميق التي تراها الآن تغوص بين أحداق عينيه .. فتحادث نفسها ماهذا الجبروت الذي جعله بهذا الثبات.. ككل الأشياء التي تراها الآن بين جنبات البيت، ولم يتغير بها شيء.. فالجدران ما زالت مفتوحة بمنتهى الأريحية على بعضها البعض..»