وصف الكتاب:
عتبر من أوائل المجموعات القصصية التي تسرد قصص اليونانيين والإيطاليين والأرمن ممن عاشوا في الإسكندرية وكان يطلق عليهم (خواجات). خليط من المصريين والإيطاليين واليونانيين كلهم سواسية، مساكنهم متشابهة، عاداتهم وتقاليدهم متشابهة، كلهم أصدقاء بل أحباب.. سرد ممتع بأسلوب رشيق وجمل سهلة ولغة امتازت بالتنوع ما بين الحكي والحوار بين شخوص القصص. انفردت الكاتبة «أميمة منصور» بحكايات «خواجات اسكندرية»، قصص حب وصداقة وآلام الابتعاد عن بلد النشأة والذكريات، أجيال جاءوا من بلادهم احتضنتهم المدينة الساحرة بين بحرها وبيوتها ليقيموا فيها حتى ظنوا أنها بلدهم الحقيقية، تمسكوا بالإقامة فيها ونشأت بينهم وبين أهلها علاقات الصداقة والحب والمصاهرة. «خواجات» عشقوا اسكندرية تقول الكاتبة في قصة (مادلين): «وجرت (مادو) نحو صديقتها والدموع في عينيها: سأهاجر إلى كندا مع عائلتي، ولن أراكي بعد اليوم يا حبيبتي. -كيف هذا؟.. لا مستحيل أن أعيش بدونك. متى سترحلون؟ -الشهر القادم. -بهذه السرعة… هذا ظلم، ظلم. وكلاديو ماذا سيفعل؟ -سيهاجر هو أيضًا إلى وطنه إيطاليا ليلتحق بكلية الهندسة… -لا أمل في اللقاء، لقد انتهت قصتنا. ذهبت نيللي إلى بيتها وهي لا تكف عن البكاء، ورآها والدها الحنون وأخذها في حضنه. لا تبكي يا حبيبتي، سوف تتعرفين على أصدقاء جدد. وسوف تكتب لك، إن المحبة ستبقى رغم البعاد. واستسلمت نيللي للواقع المرير، وجاء يوم السفر، كان يومًا ثقيلًا، بكاء وعويل وأحضان في المطار. وجاءت أول رسالة من الصديقة المخلصة بروح عينيها البنفسجيتين الجميلتين. ووصفت (مادو) كيف تعيش غربة لا توصف. ومرت الأيام والشهور والسنوات، وكتبت مادو لحبيبتها التي لا تنساها: لقد تزوجت من صيدلي اسمه استانلي، هذه صورة المنزل، انظري، هذا هو المطبخ باللون الأحمر». ميراث الحب والصوفية وفي قصة (صوفية هانم) تقول الكاتبة: «مات الإمام وترك في قلبها غصة، وشعرت بالوحدة بعد أن كان يرعاها كابنته، فهو لم يُرزق بأولاد، ولكنه رُزِق العلم والأنوار والأسرار، واختفى الأب الحنون الذي طالما أنار حياتها، ولكنه ترك لها الميراث الذي تعيش من خلاله، فورثت عنه الصوفية والحب، وهذا ميراث الغنى الكامل».