وصف الكتاب:
يهدي المؤلف الرواية إلى روح الشهيد أحمد صابر المنسي، وإلى أرواح شهداء الكتيبة 103 صاعقة، أبطال ملحمة كمين (البرث) على أرض سيناء الطاهرة. تدور أحداث الرواية عن صراع حضاري بين شيخ من رواد التيار الإصلاحي المصري (الشيخ رضوان الورداني) ضد أحد أقذر وأبشع رموز الظلم والاستبداد العثماني هو الأمير المملوكي (قابيل كتبغا). وتتصاعد أحداث الرواية مرورًا بحكم (محمد علي باشا) وبناء الدولة الحضارية، حتى انهيار الحكم العثماني على يد (مصطفى كمال أتاتورك). مقتطفات من «خطايا العثماني الأخير» يقول المؤلف في بداية رواية «خطايا العثماني الأخير»: «المكان… من أمام القصر الكبير الشامخ البنيان في حارة (درب الطليان) أحد حواري منطقة وردان (إمبابة حاليًا)، آخر حي في شرق القاهرة في ذلك الزمان.. كان القصر مهيبًا جليًا شامخ الارتفاع… على طراز المباني القديمة العتيقة شديدة الارتفاع… وكانت حجارة بناء القصر مستخرجة من منطقة الجبل الأحمر القريبة من حي الوردان والموجودة بشرق القاهرة… كان أمام القصر سور قصير بطول القصر يجلس عليه الصبيان والأولاد الصغار يتسامرون ويمزحون ويلعبون النرد (الطاولة) والشطرنج بعد انتهاء الصلوات في الجامع طوال النهار بعد خروجهم من الكتاتيب… أما في المساء فكان السور يحوي بداخله (المندرة) أو ديوان القصر الذي يجلس بداخله شيخ البلد الأمير الأشرف (قابيل كتبغا) مالك القصر الكبير. في المساء يتسامر ويتحدث مع ندمائه من كبار رجالات البلد وتجار البازار يتحدثون في شئون أهل المحروسة ويديرون أحوالها بعد صاة العشاء وهم يدخنون «الشيشة» التي يتداولونها جميعًا من ذات المبسم الذي يدخن منه الأمير (قابيل كتبغا)… تقربًا من الأمير، إجلالًا وإكبارًا له. ومنصب شيخ البلد هذا (أي حاكم القاهرة) وكان هذا المنصب أعلى المناصب التي يتقلدها المماليك البكوات في ذلك الزمان، ولا يعتليه إلا أكثرهم عصبية وأشدهم بأسًا وأبرزهم جندًا… المماليك في مصر والأمير الأشرف (قابيل كتبغا) هو مملوك حكم القاهرة كشيخ البلد أيام العثمانيين… ولا تعرف أصول الأمير (قابيل كتبغا) على وجه الدقة واليقين، فهو مثل غيره من آلاف المماليك الذين يشترون صغارًا ويجلبون إلى مصر حيث يعتنقون الإسام ويخضعون لتربية عسكرية صارمة، ويبدأون رحلتهم في الصعود إلى النفوذ والسيطرة… وقد خُطف الأمير (قابيل كتبغا) من أسرته وبِيع في سوق النخاسة، وهو ابن الثالثة عشرة إلى الأمير الداودار… وفي تلك المرحلة ظهرت ملامح شخصيته وكفاءته العسكرية، فتفوق على أقرانه في ركوب الخيل، والضرب بالسيف والطعن بالرمح واستخدام الأسلحة النارية، مما جعل سيده يعتقه وهو لم يتجاوز التسعة عشرة… وولاه واحدًا من أخطر المناصب الإدارية بالدولة وهو قائد حرس مخازن الإمارة..».