وصف الكتاب:
يرصد الكاتب الأنظمة المتسلطة كي يكشف ما تعرض له وبلاده من ظلم وهدر للكرامة الإنسانية، تلاحقه العيون المتلصصة والآذان مسترقة السمع في كل مكان، خاصة داخل التنظيم الحزبي الحاكم الذي تحول إلى جهاز مخابراتي ومعمل لكتابة التقارير الأمنية من قبل الرفاق على بعضهم. ينتقي الكاتب لمحة من صورة العراق الغارق في فوضى ازدواجية الهوية بمختلف مسمياتها (الدينية، المذهبية، القومية) في رواية «خريف الشرق». «خريف الشرق» لمحة من واقع العراق يقول المؤلف في مستهل الرواية: «خوف….ظلام يلفنا بردائه، قدر محتوم لا مفر منه، سعلاة سوداء اللون تخرج من النهر تعيش بيننا، تغرينا بالاقتراب منها، تنقض علينا وتفترسنا، شياطين تظهر في الظلمات يخرج من عيونها جمر ملتهب، تراقبنا تتلبس أجسادنا وتسرق أفكارنا، عساكر مدججة بالسلاح تدخل بيوتنا، تسرق وتقتل وتغتصب وتعتقل وتأخذ أرضنا. عبثاً نمتلك فكراً أو رأياً … عبثاً ننتمي، كل ما حولنا يسوقنا إلى اللا انتماء. جئنا من دون إرادتنا، كبرنا من دون إرادتنا، قرأنا النشيد الوطني من دون إرادتنا، انتمينا للحزب من دون إرادتنا، يكتبون لنا الشعارات ونحن نرفعها ونهتف لها بحماس من دون…..!! ستموت السعلاة حتماً، وستموت الشياطين أيضاً وتستسلم العساكر خوفاً. هكذا علمونا … هي هكذا حياتنا، تضطرب الحياة، ثم تضطرب، ثم تضطرب … وبعدها يخرج المنقذ، ويحلّ العدل، ويَسْعَد الناس، وتزول الأمراض، ويقف الأطباء على قارعة الطريق مع الشحاذين، حينها يكون كل شيء بإرادتنا!». في موضع آخر يقول المؤلف: «أنا هنا في زنزانتي أعيش معكِ، أتذكر بوم زرتني وسرنا وأكلنا وجلسنا معا في حدائق كليتي، همتُ بكِ، بنور عينيكِ، بلون فستانكِ، بقصة شعركِ، بعطر جسدكِ، ولا أدري لماذا همت بي. قضينا سنيناً طوالاً نحلم، لم أقل يوما أحبك، ولم اسمعها منك، لم أقص لك يوماً حلمنا وأمنياتنا وتطلعاتنا، لأني مدرك ما سيحصل، حتى ابتهج العذّال بحرق أحلامنا، فاحتفلوا بإعدام قصتنا، ولكنها نمت وتجذرت وأصبحت كقصة قيس وليلى. هل تذكرين آخر زيارة لي؟ ضغطت على جرس القسم الداخلي للبنات كما شعرت بضغط هائل على قلبي، ارتجفت ساقاي حينها، لم اعتد على زيارتك هناك، تمنيت أن لا يفتح الباب لكي لا يفتح باب قلقي وحيرتي….»