وصف الكتاب:
ربما كانت الغريزة أعجب ظاهرة في الطبيعة، فهي التي توحي إلى الحيوان بأن يؤدي أعقد الأعمال بخفة ومهارة ودقة لا نظير لها، وهي تأتي بشكل عفوي بغير تدريب أو خبرة بها أو توجيه إليها من مراكز القوى العقلية، فالطير مثلًا يبني عشه وفقاً للطراز الذي اتبعه آباؤه منذ آلاف السنين دون أن يتعود عليه أو يرى بنفسه طريقة بنائه، وقد يكون هذا العش وكراً في جذع شجرة كما تفعل البومة، أو بيتاً مصنوعاً من الحشيش والطحلب وأوراق الأشجار كما يفعل أبو فصادة ، ودودة القز تنسج حول نفسها خيوطاً حريرية عندما تصل إلى حد معين من نموها، بحيث إذا قطع عليها عملها لم تستطع أن تبدأ به من جديد وماتت دون أن تتم دورة تطورها.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني