وصف الكتاب:
ونشر الموسى سيرته متأثرًا بمقولة المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد: "على كل فلسطيني أن يكتب قصته"، من هنا أتت فكرة توثيق الذاكرة الفلسطينية قبل أن يتم محوها ونسيانها، وكان قدّم للكتاب البروفسور الفلسطيني مروان دويري بقوله: "الكتاب يصطحب القارئ في قصتين متوازيتين: قصة مناضل مبدئي وقصة قضية وطنية عادلة. هو كتاب يقارع النسيان ويتحدّاه لتبقى معاناة اللجوء الفردية والعائلية والقومية في الذاكرة الفلسطينية، ولتدخل عقول القارئ العربي أو الأجنبي الذي يتعرض يوميًا للتضليل ووصف أبناء هؤلاء اللاجئين بالإرهابيين والكارهين للحياة. يصف الكاتب كيف واجه سكان قرية “العباسية” العزّل سنة 1948 العصابات الصهيونية وتآمُر الضابط الإنجليزي وغياب القيادة الفلسطينية وغياب الظهر العربي إلى أن انتهى الأمر بنزوح عائلات القرية وهم يحملون بعض أمتعتهم مثقلين بالألم ومتمسكين بالأمل بالعودة إلى بيوتهم". وأضاف دويري: " لم يكن د. صلاح متهورًا في خياراته النضالية وكان يرفض شعار “نموت ويحيا الوطن” ومتمسكًا بشعار “نعيش ويحيا الوطن” لأن الوطن هو ناسه وليس الأرض فحسب. خلال مسيرته النضالية كان يفضل أن يكون مناضلًا حرًّا كالنسر على أن يكون دبلوماسيًا مقيّدًا بالبروتوكولات. بعد انتهاء المعارك عاد د. صلاح إلى الأردن والتقى عائلته وتزوج قريبته “فضّة” وعينه أبو جهاد قائدًا للتنظيم الطلابي في فرنسا حيث واصل دوره في قيادة التنظيم والتنسيق بين القيادة الفلسطينية والمنظمات والمؤسسات الفرنسية. خلال سرده للأحداث تتكشف حقيقة وجود دخلاء وانتهازيين وعملاء بداخل العمل الثوري الفلسطيني. وبعد اتفاق أوسلو في بداية التسعينيات بدأ مشهد المفاوضات الذي تنازلت فيه المنظمة عن حقها في الأرض التي قامت عليها “إسرائيل” وعن حق العودة والكفاح المسلح وحتى عن نفسها لكي تحظى بمفاوضات بين السلطة الفلسطينية العاجزة مع “دولة إسرائيل” المدعومة من الغرب، كل ذلك في غياب الاتحاد السوفياتي والدول الداعمة للقضية الفلسطينية. أمام هذا المشهد تجمّد نشاط الفدائي ودخل دور الانتظار والمراقبة. أما على المستوى الشخصي عاد الدكتور صلاح لمهنته كطبيب ولعائلته كأب وزوج. هذا هو مصير كثير من المناضلين في الخارج والداخل بعد بدء التقهقر الفلسطيني". أدرك المناضل صلاح الموسى قيمة التشاركية الثقافية مع الفعل المقاوم، لذا أفرد الغلاف الخلفي لكلمة الشاعر العربي محمد خضير التي اختصرت الحكاية بقوله: "ليس ثمّة منافسة قَصصيّة بين الضحايا، لأنّ لون الدم -مهما تنوَّعت أدوات القتل- سيبقى محتفظًا بأحمره، وسيبقى الحنينُ هاجسَ مَن حملوا صرّة الحرمان على أكتاف الأمل بعودة لم تكن قريبة! الاحتلال الصهيوني أراقَ دم الفلسطيني، كما أراقَ له حِبْرَهُ الذي وثّق به كثيرًا من الحكايات والتضحيات التي عاشها منذ أوَّل رصاصة استباحت هُدوء حقْلِهِ، وأراقت على صفحات ذاكرته صورة مَن اعتقد بأنّهم عَرَبٌ على قدْر عروبته؛ "قبل النسيان"؛ سيرة نابت عن كثيرين ممّن لم يملكوا القدرة على ترجمة معاناتهم إلى أوراق تحيل الذاكرة إلى شيء من الانتصار المفقود، ويبقى الّلافت -في سيرة المناضل د.صلاح الموسى- هو وسطيّة الموقف الذي ما انحاز إلى جهةٍ على حساب أخرى". السيرة الذاتية (قبل النسيان) للمناضل الفلسطيني الدكتور صلاح الموسى، الذي استهل سيرته بهذه الكلمات: "أنْ تغدو رحّالًا بين زمنين؛ وأنتَ لا تملكُ سوى وثيقةِ حبٍّ للبلاد! أنْ تغادرَ مُرغمًا، تاركًا خلفكَ الحياة... كلّ الحياة! أنْ تخرجَ مِن بلادكَ، تاركًا موعدًا مُبْهمًا! أنْ تؤجّلَ مواعيدكَ... مقعدكَ المدرسيّ... حقلكَ... بيتكَ... على أمل العودة القريبة، لتكتشف لاحقًا، أنَّ خيمةً في الجوار هي ما تبقّى من مستقبلك، وأنَّ حقيبتكَ التي حملتها مِن هناك؛ ما عادت تفي بالغرض، وما عادت تكفي لخوض معاركِ المنفى".