وصف الكتاب:
نبذة الناشر: سلّطت هذه الدراسة الضوء على طبيعة مهنة الغوص وراء اللؤلؤ وظروف العمل فيها بغية إنجاز مهمة شاقة استُنزفت فيها جهود كبيرة وقُدمت فيها تضحيات جسام ، وعلى الرغم من أن أغلب الباحثين يتفقون على أن تلك المهنة موجودة في إمارات الساحل العُماني منذ العهد الإسلامية ، إلا أن السكان امتهنها بشكل أساس في عام 1820 بسبب سيطرة بريطانيا على نشاط السكان القديم المتمثل بالتجارة وصناعة السفن الكبيرة وتكبيل سكان الساحل بمعاهدات قيدت حركة أساطيلهم فضلاً عن منعهم من بناء السفن التجارية الكبيرة ، ومن ثَمّ لم يجد سكان الساحل العُماني إلا أن يعتمدوا نشاطات إقتصادية أخرى من أجل كسب رزقهم وكان أهمها الغوص وراء اللؤلؤ ؛ لكونه النشاط الاقتصادي الأكثر أهمية بعد التجارة ، فكان البحث عن اللؤلؤ والتجارة به من أقدم وأهم الأنشطة الإقتصادية وأبرزها هناك ، وبهذا فإنها تمثّل العمود الفقري لاقتصاد إمارات الساحل العُماني والثروة الأهم في مرحلة ما قبل اكتشاف النفط فقد وصل عدد العاملين فيه ما يقارب 85 % من إجمالي سكان إمارات الساحل ، الأمر الذي أصبح لها دور بارز في تطور الحياة الاقتصادية والإجتماعية . وتدل الإحصائيات الموجودة في متن الدراسة على أن الموارد المالية لبيع اللؤلؤ والقواقع قد شكّلت مردودات مادية لسكان إمارات الساحل العُماني من جهة وللحكام من جهة أخرى من خلال ما يحصلون عليه من ضرائب عائدات تلك المهنة إذ استخدموها لبناء المنشآت الإدارية في إماراتهم فضلاً عن بناء المدارس والمراكز الثقافية الأخرى ، وقد استمر سكان الإمارات يمارسون تلك المهنة بشكل أساس إلى عام 1929 بعد أن ضربت الأزمة الإقتصادية الاقتصاد العالمي وظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني وانتشاره في الأسواق ، ومع ذلك لم تهجر تلك المهنة في إمارات الساحل العُماني ، إلا بعد تدفق النفط في إماراتهم في النصف الثاني من القرن العشرين فتحولت الأيدي العاملة في الغوص للعمل فيه .