وصف الكتاب:
نبذة الناشر: حُجب المعنى هي كيان قائم له تجلياته وتمثلاته وتشكلاته، وله حروبه الكونيّة، وله رجاله، وله ساعة صفر يعلنها فتندلع النّار في قيامة النّصّ الشِّعريّ، مثلما له أسوار، وعليه حراسات، وله تمثلات، وله مداخل ومخارج، وعليه أمراء، ومَن يريد تجاوز ذلك يحتاج إلى وسائل وأدوات تساعد في الدّخول من الأسوار والإستقرار على موجهات المعنى فيه، ثمَّ الخروج منه إلى عالم الفضاءات الواسعة، وعقيل علي من الشّعراء الذي يمتلكون الموهبة، والحضور الشِّعريّ على صعيد تحولاته المعاصرة وتشكلاته الفنيّة، في ظل غياب الجميل من الواقع الذي يعيشه الشّاعر تحت حكم سلطوي دكتاتوري يمارس سطوته وقمعه وتهميشه لكلّ قيم الحضارة في المجتمع العراقي المنسحق تحت نار الحروب، والحصار، والدّمار الذي لحق بكلّ مكونات المجتمع، وعلى هذا قد تجده مغترباً في نصّه، وغائباً برغم حضوره، يقلّب النّصّ ويكثف حُجبة بوسائل وتقانات كثيرة، يتفاوت حضورها في النِّصّ بهدف الزّج بالقارئ في لحظاته وهو يكتب النّصّ مفجراً فيه كلّ ما يجول بخاطره ووجدانه وعقله، وباحثاً عن الخلاص فيه، وحانياً عليه، ومكثفاً من تفريعاته، ولا يتوقف عن السّؤال فيه، ولا يمل عن تغييب الجواب، معتمداً على اللّغة الشّعرية بكلّ تفريعاتها، لينبثق منها كلّ التحولات والإنتقالات التي تقود القارئ إلى تقاطعات لا يمكن الفرار منها، فهو يتمزق بين نصوص تبحث في شخصية (الفرد / والمجتمع / المرأة / و/ الآخر" الذّكوري) وتفريعاتهما، ويشير (الذّات / أو / الأنا) التي همشها (الحاكم / السّلطة)، وتحول الشّعر عنده بمثابة أداة تكشف ردّة الفعل المعاكس والمغاير لهذا الواقع الأليم الذي لا يمكن الفرار من سطوته وعنفه عليه، فكتب الشّعر وهو يبحث عن الخلاص الذي ظل ينشده ولم يتوقف عنده، فتراقص النّصّ بين (الحضور/ و/ الغياب) فتغزل بإمرأة مجهولة، ورثاء الصّديق، وطارد ما يحصل في المجتمع بإيحاءات جميلة ووقادة تتساوق مع قلبه الشّفاف وضميره الحي، ضمن تحولات مرحليّة تتقلب بين السّخط، والرّضا، والعاطفية الجياشة، والهيجان الفكري، والتأمل الفلسفي، فنث كلماته شعراً حالماً بالخلاص من الواقع بالإغتراب، ومن الألم بالنّسيان، فبحث عن (جنائن آدم) وسط القتل، وفورة الدّم، والنّفي والتّهجير القسري، والهجرة الطّوعيّة والهرب من الحقيقة، وعن (طائر آخر يتوارى) وسط تزاحم من أضداد الحياة وتقلباتها، فكان هو وأصدقاؤه الذين رحلوا ذلك (الطّائر)، فهو يرثي نفسه، ويتغزل، ويمارس الإغتراب، ويبحث عن أمله في لحظات وسط الحرمان، والألم، والقهر، والكبت، فقد اجتمع في شعره من النّصوص (القصيرة / المكثفة) التي تكثف فيها المعنى بحيث يصل إلى حدّ حجب تام للمعنى وظلاله، و(النّصوص الطّويلة) التي تكاد في مواضع عديدة تفقد هدفها ووحدتها الموضوعية؛ بسبب الإنتقالات في المضامين بين الأوجاع، والألم، والذّكريات، والإنتقادات الطّموحة، فضلاً عن تمزق التّصوير المجازي والإنفجاري الواقعة فيه بهدف الهروب من أضراس الحقيقة إلى غيوم المجاز، والإيقاع بكلّ ما فيه من زخم الإيحاءات، فهو شاعر غادر عالمه المرير باحثاً عن (جنائن آدم) في عالم آدم السّماوي الذي ظل يبكي عليه حتّى انتقل إليه.