انعطاف المعاني ورسوخ الأثر - قراءات في شعرية الجيل التسعيني في العراق
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
بين الكاتب ان واقع الراهن الشعري يتكرّس بسلسلةٍ من التحولات بعيدًا عن التأطير والتقنين فهو يركن إلى فرضية التطور في تجاربه الشعرية اللاحقة عن السابقة، وهو ناجم عن التحولات في الذائقة الجمالية والشعرية التي أثمرت في تحريك الأنساق والبنى في إطار جدلي كتابي ينزع نحو هاجس التجديد في الرؤى والأفكار ذات الايحاءات المتعددة، وتطوير الأشكال الشعرية، لذلك ثمة تلاحم واضح بين التجربة الشعرية والتجريب للإفصاح عن التبدّلات الشعرية في الأساليب والمضامين والانهماك في هموم جمالية تضفي إلى مسارات أخرى،فالتجايل الكتابيّ والتجييل الشعري دفعا الشعراء إلى ارتياد أساليب شعرية تخطو بمساراتها خطوات متقدمة، وهو الحال عندما يمرُّ المسار الشعريّ في مساحة الجيل التسعيني، الذي كان ينتظر شعراؤه وصوله تخوم مساحتهم لينوّعوا رؤاهم وأساليبهم ويمارسوا التجريب الشعريّ الذي يؤول إلى إضافةٍ وتجديدٍ يُوسم بها جيلهم الشعريّ، فما كان السعي إلا من أجل تكريس ملامح رؤيوية يتسع لها الطموح نحو المغايرة والاختلاف وارتياد آفاق جديدة للتجريب الشعري سعيًا لتجاوز المألوف السائد على مستوى البنية الداخلية والخارجية، وقد تجلّى السعي لإحداث تبدلًا في الصياغات والأساليب،وتأسيس حركة شعرية فاعلية أخذت على عاتقها الالتزام بالهموم الإنسانية عن طريق سلسلة من الانزياحات الأسلوبية والبلاغية أو الايقاعية والتركيبية، فضلًا عن الثورة الدلالية، وقد أفاض النص بشفراته التي تمنح نفسها عبر إعادة البناء وتفعيل التأويل وعبرزيادة فاعلية إنتاجيته لجعله دالًا.ويضطلع النصّ الشعري بملامح فكرية ومعطيات معرفية وجمالية، وهي تتوارى في مدياته معلنةً عن ثيماتها وعلاماتها وبها حاجة إلى تبصّر القارئ، لذلك اكتسب شيوعه بعد تحقّق القناعات عن أسسه ومرتكزاته، وقد رصدنا خلال قراءتنا للنصوص الشعرية للجيل التسعيني وهي تخلص بتشكلاتها نحو أطر التجاوز في المحتوى والمضمون ذات وعي شعريّ وعلى وفق نظريات معرفية تعززها العصارة الفلسفية. ولعلّ المقاربات النقدية في كتابنا كانت إجرائية أكثر منها تنظيرية، لذلك ظلّت بعض المحاولات الكتابية تدور في فلك التغيير، وكانت دلالالتها مشحونةً بالمزيد من الإيحاءات الشعرية، وقد أجادت في تحقيق الانسجام على وفق ما اقتضته ضرورة الشعر عبر تشكيل آفاق مميزة ينطوي عليها النص بلحاظ اعتماده على الرؤى المقاربة، فضلًا عن تعويله على قرائن فاعلة ضمن موجبات الاشتغال الشعري، وهي ضمن مقاربات أثبتت للنص الشعري حيثياته ومجساته ومنحته كينونته، التي بلورت وأثبتت مقدرة الصنيع الشعريّ على الاحتراف والتمرس ضمن معايير تنظيرية وأخرى إجرائية، إذ لم تعُد الدراسة عن النصّ الأدبي لاستكناه ملامح حضوره، بل تجاوزت الى ما يتعلق بالوسائل الفنية والجمالية والتقنية التي أسهمت في تشكّل النصوص الأدبية، وما لاحقها من إضافات وإسهامات فنية زاخرة بالتحولات والاحتشاد المعرفيّ، ممّا يستدعي كثيرًا من التأويل وهو يثير المزيد من الأسئلة ذات الفجوات اللانهائية الاتساع، وقد تضمّنت اللمحات الحداثية التي فتحت أبوابها للمزيد من القراءة والتأويل، لذلك فقد أفرزت رؤاها بالتحليل والاستنتاج لما حوته من أفكارٍ ورؤى ومشاهد،وحاولت الدراسة استجلاء بعض ملامح التفرّد في شعر الجيل التسعيني. لقد تكللت الجهود بإزاء الظواهر الإبداعية الموازية لتتضمن رؤى أخرى ذات حيوية للفواعل الشعرية من أجل زيادة وتيرة الأثر الجمالي، تأكيدًا لانفتاح رؤية القصيدة نحو الكشف والتجلي، لذلك بدت الدراسة انطلاقًا من فكرة التجييل التي تبنّاها كتابنا(تجييل الكتابة الشعرية في العراق بين التنظير والإجراء، دراسة في الجيل التسعيني)،واستكمالًا لتلك الرؤى لتكريس أحقية المنجز وجس مواطن الاختلاف في التجربة الشعرية، التي أخذت مسرىً تجاوزيًا زاخرًا بحضور الإنسان والحضارة والتاريخ والفن في أعمق تجلياتها الكتابية، وتوهج اللحظات الشعرية، لتنطوي على معاني متعددة طافحة بالملامح الشعرية وزاخرة بالدفق الإنساني؛ لصناعة واقع ينتمي الى الحياة والجمال حتى غدت ملامحهما شاخصةً وظيفةً وممارسةً، وتجلّت المقصدية الدلالية وتأكدت ملامحها الشعرية التي تتضاعف فيها إشارات التمرد والانفتاح الدلالي اللامحدود في إيحاءات عميقة، على أن ثمة ملامح أخرى تشي بتعددية المعاني،لقد استخلصت الدراسة علاماتها الفارقة في تكريس الأثر الشعري للجيل التسعيني، وهي تستوعب الإطار النظري لجعله ذا فاعلية إجرائية،حيث انتقت الدراسة نماذجها التي أفاضت بالزخم الشعري وقد تجاوبت أصداؤها حينما أخذت الشعرية أثرها في النص، وراحت بؤرها تحيل إلى حقول الاشتغال المعرفي، وبهذا كانت تتجلى مقارباتهم الشعرية في البنية والنسق والدلالة بما يجعل إيحاءات الدلالة ذات أثر جمالي ليبرّز النصّ فاعليته الشعرية، وتظل السمة الشعرية في مداراته لتسهم في تحولاته وتجلياته، وهي تستمدُّ ثراءها الدلالي والفني من لغتها وشكلها اللذين يسبغان الحركية والفاعلية على النصّ الشعري
