وصف الكتاب:
وقد أدَّى نشوء ظاهرة العبودية في المدينة إلى انقسام المجتمع المدني إلى طبقتين رئيسيتين: طبقة الأحرار المالكين وطبقة العبيد المملوكين. وقد أدَّى تسخير العبيد الأسرى (الذين نتجوا من صراع المدن مع بعضها البعض) في استثمار رؤوس الأموال إلى توطيد الملكية الفردية، فأصبحت الثروة قوة اجتماعية وعلى أساسها انقسمت طبقة الأحرار إلى أقوياء يملكون وفقراء لا يملكون، فاضطر الأشخاص الذين استحكم فيهم الفقر وباتوا جياعاً إلى بيع أحد افراد عائلتهم أو بيع أنفسهم لأشخاص أثرياء فيستعبدوهم، ومثلهم المدينون الذين عجزوا عن تسديد ديونهم، فقد قضى قانون المدينة أن يستعبدهم الدائنون. كما قضى قانون المدينة استبعاد مرتكبي الجرائم التي تخل بنظامها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لقد عرف الرافديون القدماء ظاهرة العبودية منذ أقدم العصور، حيث تشير الكتابة الصورية التي استخدمت للدلالة على العبد المملوك أو الأمة المملوكة إلى أن العبودية كانت معروفة منذ بداية استخدام الكتابة الصورية وسيلة للتدوين في أواسط الألف الرابع قبل الميلاد.