وصف الكتاب:
يفرد ابن عربي كتاباً خاصاً لذي النون المصري، يتحدث فيه عن مولده وحياته وكراماته، ويسرد كل ما وجده عنه في المصادر التي تحدثت عنه، وكذلك فإنه يستمع إلى كل من يعرف عن ذي النون ليجمعه في هذا الكتاب. يعلي ابن عربي من شأن ذي النون كثيراً، ويطري على وجده وزهده وتصوفه، وتأثيره على عصره والعصور اللاحقة. ويثني عليه بقوة حين يذكر أنه من القلائل الذين يعلمون شأن السموات والأرض. ومن ثم فهو يتبع أقوال ذي النون ويحاول معرفة سندها إليه من خلال قدرته على فهم تفكير الرجل وقدرته اللغوية، ومن ذلك مرجعية قصيدة إذ يقول: “فالثابت في رواية إسرافيل من هذه القصيدة تسعة أبيات، وكذلك ثبتت في رواية «سعيد» وترتيبها في روايتيهما واحد. واجتمع ابن شخرف معهما في الترتيب من أول القصيدة إلى البيت الذي أوله: «وبين ضلوعي منك». يسعى شيخ مشايخ الصوفية إلى أن ينير على شخصية أبي الفيض ما استطاع، وذلك لأنه يريد أن يؤكد على تلك المقولات التي تدعو إلى التسامح والسمو والمعرفة. وهو أيضاً معجب بزهد الشيخ وسعيه لمعرفة الحقيقة، مهما كلف الأمر. وإن سيرة حياة ذي النون مغرقة في الاستنارة والزهد والتسامح، وهي مثال للإنسان الصالح والمفعم بالتأخي والتواضع. وأمثال ذي النون في نظر ابن عربي يستحقون أن يبقوا منارة للأجيال القادمة.