وصف الكتاب:
وبما أنّ لكنّ علم أصول وقواعد يجب الاحتذاء بها لِمُريد تعلم ذلك العلم، فإنّ جميع العلوم ينبغي لمن ينشدُ معرفة شيء منها أن يتحَلّى بجُمَل من الآداب والأخلاق التي تؤهله بعون الله إلى بلوغ الغاية في العلم الذي يطلّبه، وهذا ما حبره الإمام النووي في هذه المقدمة النفيسة، فخصّص عدّة فصول في فضل العلم، وآدابه، وطريقة تعلّمِهِ، ثم لما كانت هذه المقدمة لشرح كتاب فقهي فقد خصّص بعض الفصول للفقه وأهله، كالفتوى، والمفتي، والمستفتي، ونحو ذلك، فرسم لطالب العلم طريقا يسلكه منذ بداية الطلب حتى منتهاه. وهذه المقدمة من دُرر مقدماتِ الكتب، وَحَدّة مُتكاملة الموضوع، وهذه النسخة (المقدمة)مقابلة هذه على سن نسخ خطية، وتمتاز بالتحقيق المتميز والمقدمات بين يدي المقدمة كترجمة للشيراوس وللنووي وذكر نسخ كتاب المجموع المطبوعة والمأخذ عليها، مع ورود صور بعض الصفحات من المخطوطات للمقدمة وخط النووي وغيره من الأعلام. هذا مع ضبط نص المقدمة بالتشكيل والترتيب والتنسيق. افتتح النووي رحمه الله المقدمة بذكر نسب رسول الله ثم نسب الشافعي وترجمة وجيزة له عن احواله ونوادره لينتقل بعد ذلك إلى ترجمة الإمام صاحب المهذب الشيرازي رحمه الله ثم شرع في الحديث عن جملة من الأداب التي ينبغي أن يتحلى بها طالب الحق (العلم) قبل الشروع في طلبه واوضح ذلك من خلال فضل العلم وحكمه وأقسامه = ليصل بالقارئ إلى أداب مشترك بين الطالب والشيخ واداب المفتي والمستفتي وأحكام المفتين والمستفتين وفرع المؤلف فروع كثيرة تتعلق بهذه الآداب جميعا. ثم تكلم بعد ذلك عن فصول مهمة تتعلق بالمهذب ويدخل كثير منها او أكثرها في غيره ايضا ، وذكر كذلك طرف الصناعة الحديثية ومصطلحات المذهب ومسائل كثيرة متعلقة بمدخل للمتفقه على مذهب الشافعية. هذه المقدمة من المقدمات التي حُق لها ان تفرد بالتأليف والشرح والتحقيق والحواشي؛ وذلك لنفاستها من حيث المادة والتقعيد ومن حيث مؤلفها امام محدث فقيه بارع رحمه الله ورضي الله عنه ونفعنا الله بعلمه. مقدمة جليلة، من تصنيف عالم رباني تواطأت قلوب المسلمين على إجلاله ومحبته، الإمام القدوة شيخ مشايخ الإسلام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، رضي الله عنه، وهذه المقدمة هي فاتحة كتاب (المجموع شرح المهذب) جعلها مدخلا لطالب التفقه، تناول فيها فضل العلم والفقه في الدين والاشتغال به، وطرائق تعلمه، والآداب الظاهرة والباطنة التي ينبغي ان يتحلي بها العالم والمتعلم وغير ذلك مما يطلع عليه المريد داخل هذا الحقل الزاهر بالأداب والضياء للفقيه.