وصف الكتاب:
في أثناء سيره في ريجينت بارك، في طريق يختاره دائمًا، بين الطرق الكثيرة- شعر جاسبر غوين فجأة بوضوح بأن ما يفعله كل يوم ليكسب عيشه لم يعد مناسبًا له. كانت تلك الفكرة قد خطرت له بالفعل مرّات سابقة، ولكن لم تكُن قط بهذا الصفاء وكل هذا اللطف. وهكذا، عاد إلى المنزل وأخذ يكتب مقالة، طبعها، ثم وضعها في مظروف، وأخذها بنفسه، وهو يعبر المدينة إلى إدارة تحرير "الغارديان". كانوا يعرفونه. من حين لآخر كان يتعاون معهم. طلب منهم أن ينتظروا أسبوعًا قبل أن ينشروها. كانت المقالة عبارة عن قائمة من اثنين وخمسين شيئًا كان جاسبر غوين يعد نفسه بألّا يفعلها بعد ذلك أبدًا. الشيء الأول أن يكتب مقالات للغارديان. الشيء الثالث عشر أن يقابل التلاميذ وهو يتظاهر بالثقة في نفسه. الواحد وثلاثون أن يتركهم يصورونه وهو يضع يده على ذقنه في وضع المُفكر. الشيء السابع وأربعون، أن يبذل جهده في التأدّب مع الزملاء الذين في حقيقة الأمر يحتقرونه. والشيء الأخير: أن يؤلف كتبًا. وبطريقة ما كان يغلق الستار الأخير الذي كان قد تركه في البند قبل الأخير: أن ينشر كتبًا.