وصف الكتاب:
إن-ماري ستريتر، زوجة السفير الفرنسي في كلكوتا، التي كان مرورها الصاعق، في "انخطاف لول ف. شتاين" عنوان الشغف البارد الذي تدهورت به المصائر، تظهر في "نائب القنصل" بحياتها الحميمة مع زوجها وعشاقها، فلا يزيدها انكشاف حقيقتها إلى غموضاً وإثارة. في الخلفية، تتراءى صورة مجنونة كلكوتا، المتسولة الصلعاء التي كانت في السابعة عشرة من عمرها حين طردت من بينها لتلد بعيداً طفل الزنى، فاجتازت الهند الصينية، من كمبوديا إلى السيام (تايلند) إلى بورما، إلى كلكوتا في الهند، سائرة على قديمها مدة عشر سنوات، هذه المتسولة، بلا ذاكرة، والتي لم يعد يمكن أن يحدث لها شيء حين البرص الذي تعيش وشط المصابين به، هي الوجه الآخر لآن-ماري تسريتر، ولكن كذلك لعشاقها السابقين واللاحقين بدءاً بزوجها، وبمايكل رتشارد خطيب لول ف. شتاين السابق الذي صفى حياته في بلده كلياً ليعيش قصة حب هي منذ البداية مع مدام ستريتر قصة ما بعد الحب. أما نائب القنصل فهو موضوع التجاهل العام استنكار للفظاعات غير المفسرة التي ارتكبها في لاهور، تجاهل متناقض لأنه يترافق مع محاولة للتحري في ماضيه عن الأسباب التي جعلته إلى هذا الحد "مستحيلاً". هكذا تبدو "نائب القنصل" قصة العلاقة بالمجهول، لا الذي لم يعرف بعد بل الذي انكشافه يأخذ الوجود، في أعلى درجات الشغف، بعد الغربة. ليس غريباً أن يكون فيلم "انديا سونغ" الذي أخذ من هذا الكتاب أشهر أفلام دوراس بعد "هيروشما حبيبي".