وصف الكتاب:
الرياح التي تعصف في الخارج تحاول اقتحام خلوته .. أو إن صح القول خلوته بها , و لكن كيف للرياح ذلك و قد حالت النوافذ المغلقة بين الجو العاصف في الخارج و بين ما يحدث بالداخل .. و لا أقصد داخل الغرفة .. بل داخله من ذكريات تتأجج نيرانها عندما تطارده الوحدة التي مكثتْ معه و ظلّت تحوم حوله منذ فراقها .. و دائمًا ما كان ينزل عند رغبة تلك النيران حتى لا تحرقه , فيمضي في استرجاع ذكرياته بها .. حتى يُخيّل إليه أنه قد استرجعها هي .. النظرة , البسمة , الملمح .. و حتى أدق التفاصيل .. " فراقتني .. فأطلتِ الفراق , أمَا ترجعين و قد ندمت على كل لحظة خصام أمضيناها بلا صُلح .. و قد ندمت على كل لحظة فرحة بيننا فَرِحناها بلا عناق , و الآن الجو ممطر كما تحبين و كما أكره , و لسخرية القدر مكثتُ أنا في ذلك الجو .. أمّا أنتِ فرحلتي " أخذ يَخطُّ في كتابه الذي يملؤه بحبره و كلماته كلما اشتاق , و مع أنَّ الشوق لا يُشفَى بكلماتٍ على ورق , و لكنها تُشعرك بأنك تكلّمُ من تشتاقه .. فلا يغرز الشوق أنيابه في جسدك و إنما يكتفي بخشدك بخفّة .. أخذ يقلِّب في كتابه راجعًا إلى ما خطَّ في الصفحات السابقة : " لطالما خفتُ الموت .. خفتُ أن يأخذك , وعندما فعل بغضته .. أمّا أنتِ فكنت تقولين أنه جسر لمكان أفضل .. بالطبع هو أفضل , فهو الآن يحتويكِ "