وصف الكتاب:
إن وجهات النظر هذه وسواها، تعود إلى إشكال مركزي واحد هو عجز الخطاب النقدي عن بناء علاقة اتصال سليمة مع الثقافة العربية ومتطلبات القارئ المعاصر واحتياجاته الجمالية والمعرفية؛ وهو إشكال تاريخي، بمعنى أنه نتاج طبيعي لسيرورة الثقافة العربية، ولكن هذه الطبيعية لا تعني الصحّة والسّلامة فهي بمعنى أدق تصف الحالة ولكن لا تبرّرها. فالحداثة أمر حتمي ولكنها لا تغرس بالقوّة ولا بإهمال الشروط الثقافية للمجتمعات، ولا تصدر كلها من خارج السياق الثقافي لأي منها لأنها عند ذلك ستظل غامضة، وتفقد القدرة على أداء وظيفتها التي هي التحديث. إننا هنا أمام إشكالية تحتم علينا البحث عن كيفية مقاربتها، وبالتالي من أي مدخل منهجي يجاب عن أسئلتها؟ وما السياق الذي يستحسن وضعها فيه؟ وهل يكفي أن نظل فريقين متناقضين أحدهما يكتب والآخر يتهم؟ والأهم أخيرا كيف نجعل الأدب والنقد الأدبي العربي يؤديان وظيفتيهما: التقنية والثقافية على السواء؟ وكيف يمكن أن يتلقى القارئ العربي نقدا دون أن يضطر لوصفه بالمأزوم؟ كيف يمكن أن ينشئ الناقد العربي نقدا موصولا بتراثه وواقعه في الوقت الذي لا ينفصل عن سياقاته العالمية، وكيف يمكن صياغة وجهة نظر تنحو نحو وعي نقدي معاصر لتأصيل الهوية؟