وصف الكتاب:
تدور أحداث الرواية في الوقت الراهن الذي يعيشه الواقع المصري بل ويعيشه العالم بأسره ؛ أي هو واقع لكل زمان ومكان . حدث وباء كورونا المستجد هو جزء من الأحداث ولكنه ليس الكل ، وذِكره هو عليه سبيل الإسقاط للقول بأن كل ما مَن وما يعوق راحة المرء وسلامته هو وباء . والرواية إجتماعية رومانسية راصدة لكثير من ألوان الحياة المصرية وأنماط الشخصيات الإنسانية المختلفة . البطل فى الرواية هو الأحداث والموضوعات محل الطرح ، وتجد فيها القارئ يخلق لنفسه مساحة للتفكير وإعمال العقل ومن ثم تحديد وجهة نظره الخاصة تجاه الموضوع أو الطرح . الرواية ترصد للوضع بما يخص وباء كورونا خاصة في مصر والمجهودات المبذولة لمواجهته مسلطةً التركيز على مهنة الطب كخط الدفاع الأول في هذه المعركة . يُغلف أجواء الرواية موضوع وهو بمثابة لُب أو قلب الرواية والذى منه وما خلاله تنبثق سائر الطروحات. وهو قصة الحب التي تجمع بين الدكتور أحمد والدكتورة هبة التي ظهرت فى حياته لتكون كخير عِوَض عن حبيبته المفقودة الدكتورة منال الطبية المتوفاة في سبيل عملها حين أصابتها منذ فترة عدوى من مريض بحمى البروسيلا. وهي القصة التي تساير أحداث الرواية بطولها وتبدو من خلال أفقها طرح موضوعات عدة مثل التفاني فى العمل وأهمية الصداقة الحقة وموضوعات أخرى كالثأر والجشع والإرهاب وغير ذلك. وليست تلك قصة الحب الوحيدة في الرواية وإنما هنالك تلك القصة التي تجمع بين الدكتور سراج صديق الدكتور أحمد والذى التقاه في مستشفى العزل بمرسى مطروح والدكتورة حنان. ويبدو واضحا ومن خلال هذه القصة طرح بعض من آفات العادات الموروثة مثل قصة الثأر الذي قد يجعل المرء يترك وطناليقطن أرضًا ليست مَهما كانت عِوَضًا عن وطنه. وليس كل الثأر آفة ؛ فالثأر للشهيد الرائد محمود شقيق الممرضة منال هو عين الحق والصواب. ومن خلال قصة الممرضة منال تظهر قصة حب أخر مع ابن عم الدكتورة هبة ،ومن خلال هذه القصة يتم طرح موضوعات عدة تربط كل عناصر وأشخاص الرواية في تناسق وتسلسل أحسبه غير متكلف. الموضوع الأول هو قصة الجشع والظلم من طرف طارق ابن عم الدكتورة منال وأبيه الحاج عبيد قبل أن يهدي الله طارق ابن عمها على يد الدكتور أحمد. طارق هذا هو الذي تجمعه قصة حب مع منال الممرضة كما ذكرتُ آنفا. موضوع آخر وهو الحرب ضد وباء الإرهاب الغاشم الذي قتل الرائد محمود شقيق المرضة منال التي أثلج صدرها بعد ذلك أخْذ الثأر لأخيها الشهيد من قاتليه على يد جيش مصر وزملائه. تبرز أيضا فائدة وهي أهمية الصداقة الحقة للإنسان. تلك الصداقة التي تجمع بين فردين فردين من الشخصيات ثم تلتحم الصداقة لتجمع الكل في بوتقة واحدة ليشعر القارئ بأن كل الأشخاص فى الرواية ككتلة واحدة تجمعها الأحداث والعلاقات. الرواية ترسي المبدأ لوضع كلٍ في حجمه وإعطائه القدر الذي يستحقه من المجتمع؛ فهي تسلط الضوء على قدسية دور الجندي الحامي لبلده والطبيب والمتفاني في عمله وأيضا القائد والقدوة والمزارع والعامل وقبلهم والمربي والمعلم حين يبني الضمائر قبل العقول ووضح هذا الدور للمربي أو المعلم من خلال شخصية الأستاذة منى شقيقة الدكتور أحمد. الرواية بلغة عربية فصحى يتخللها من الحوارات ما يخدم هدف الرواية ويتماشى مع أحداثها ولعل أبرزها هو الحوار الذي دار بين الدكتور أحمد وزميله الدكتور سراج والذي يفسر سبب تسميتها بالاسم الذي اخترته لها يقول الدكتور أحمد للدكتور سراج : يا عزيزي كلنا جنود ، من أول الجندي الذي يأمّن بلده حتى المزارع والعامل وكل مَن يُنتج لأجْلنا اللقمة اللي نأكلها وحتى الطبيب الذي يتصدى للمرض ويقاوم فكرة موت غيره حتى ولو هو نفسه مَنيموت ، وقبلهم كلهم يكون القائد والمربِّي والقدوة الذي كل همّه هو أنْ ينشئ العقول والضمائر التي تميز الحق من الباطل . والكل في حرب ضَروس ضد الخيانة والجشع والحقد والزيف والمرض وكل هذه الأوبئة . يا عزيزي الوباء ليس فقط كورونا.