وصف الكتاب:
"فيروس كورونا"، ذلك الفيروس اللعين الذي جعل العالم يغلق أبوابه ومطاراته ومدنه، ومنازله، بل احتجزنا في منازلنا قرابة الأربعة أشهر، لا ندري أين المصير ولا نعرف إلى أن نذهب، أو إلى أين؟ فالخوف أصبح الصديق والرفيق، فأصبحنا نخشى حتى من أبنائنا، وإخواننا، انقطع الاتصال بالعائلة والأصدقاء، أضحينا ننتظر ونتابع في شغف وترقب بيان وزارة الصحة، وتفقد عدد الأموات والمصابين، أغلقت المسارح ودور السينما والملاهي والحدائق العامة، والمدارس والجامعات، والمقاهي، كل هذا وأكثر نجده في الشهادة الحية التي جمعها الكاتب الصحفي ضياء السبيري في كتابه "مصر في زمن الوباء" شهادتي حول حقبة مهمة في تاريخ مصر كوفيد- 19، والذي صدر حديثًا عن دار "بوك بوتيك" للنشر والتوزيع. يقول السبيري في كلمة الغلاف: "لا شك أن دول العالم خاضت وتخوض معاناة شديدة مع جائحة مجنحة، ضربت الأصقاع والبلدان، فاهتز على إثرها جل أركان الكون المنبسط من المحيط للخليج، ومن المشرق للمغرب، ومن السماء للأرض، وباتت كالساحقة الماحقة المحلقة بين ثنايا هذا العالم الذي جثا منحنيًّا، يئن أسفل موجات قاسية قامة لم يستطع عنها حولا". وأكد أن الوضع في مصر كان مختلفًا، كونها تمر بخضم فترة استثنائية، طارئة من قبول ظهور الجائحة، إلا أن دخولها مصر أضاف إليها عبئًا على عبء، وقد أثبتت مصر بما لا يدع مجالًا للشك أنها اتخذت منهجًا علميًّا منذ بداية أزمة كورونا من قبل جميع أجهزة الدولة، في تناغم غير مسبوق، وتعاون أبهر الجميع، ولذلك كانت دائمًا أعداد المصابين في مصر في إمكانيات الحكومة". ويتناول السبيري خلال كتابه، الذي وقع في 130 صفحة، عددا من القضايا المهمة التي فجرها من خلال وقائع وأحداث حدثت بالفعل في 16 موضوعا بدأها بحالة التهاون والإنكار الشعبي، وكيف ومتى وصل الفيروس إلى مصر، ومرورًا بالحالة صفر، وبداية الظهور والانتشار الصامت، والاستشعار بالخطر، ومرحلة الإفلاس الفكري، كما يستعرض بطولات الجيش الأبيض، ويشير إلى تجار الأزمات، وأوجاع البسطاء بل يقوم بكشفهم وتعرية مخططاتهم التي لعبت بمصير الفقراء، وتطرق إلى بعض الخرافات التي ظهرت خلال البسطاء، ولعل أهم جزء في الكتاب هو الخاص بالشهادات الحية والتي يقوم بروايتها أصحابها، والذين أصيبوا بالفيروس اللعين، ليتحدثوا عنه من غرف العزل". يقول السبيري خلال حديثه عن الحالة صفر: "إنه سبق ظهور الحالة صفر حالة من الجدل الواسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، بل والمواقع الإلكترونية، إذا إن تتبع أخبار ظهور الحالات في الدول الأجنبية، أصاب المتابعين لها بالاحباط، وحالة من عدم التصديق لتصريحات الحكومة المصرية بشأن الفيروس حتى تم الإعلان عن أول حالة إصابة إيجابية ظهرت يوم 14 فبراير 2020 داخل البلاد، وكانت لشخص أجنبي "صيني يعمل في إحدى شركات الشحن والاستيراد والتصدير"، وكيف تعاملت وزارة الصحة مع هذه الحالة بمنتهى الجدية ووفقًا لقواعد منظمة الصحة العالمية. وفي الجزء الخاص بـ"بطولات الجيش الأبيض" يستعرض السبيري بطولات الفريق الطبي في مواجهة فيروس كورونا حيث يقول: "منذ ظهور فيروس كورونا المستجد كوفيد -19، والجيش الأبيض في مصر من أطباء وممرضين ومسعفين، وفنيين على خط النار، حيث ضربوا أروع الأمثلة الوطنية والتضحية بأنفسهم من أجل إنقاذ مصابي كوفيد-19، لم يتوانَ الجيش الأبيض في الوقوف بجانب المصابين دون خوف، ولا تراجع عن المهمة الوطنية التي وضعها لهم القدر في صراع مع شبح غير معلن ملامحه وكيفية مواجهته، واستطاع أبطال جيش مصر الأبيض الصمود أمام فيروس لا يعرف حدودًا.