وصف الكتاب:
• أعلم أن الأموال لن تكفي... لكنني أؤمن بأنه يمكن تحقيق الهدف بعد سنوات • «التعليم العالي» أوقفت بعثتي بحجة أن حالتي جديدة عليهم • يبيع كتابه الذي يحكي قصة حياته... لتدشين مدرسة لتعليم لغة الشفاه • 200 نسخة بيعت من أصل 2000... والأمل في أن يأتي من يتبنى مشروعه • درس التكنولوجيا في أحد المعاهد في الشويخ والإنكليزية في أميركا ويسألونك عن عامر العازمي، فقل ليس كمثله مُلهِم! 30 عاماً قضاها محروماً من السمع، لكن غياب الأصوات عن مسمعه لم تمنعه من البحث عن الأمل، فكان بصره شاخصاً يحدق في حركة الشفاه ليتعلم ما تيسّر من لغة الشفة. لم يقل يوماً إن فلاناً أفصح مني لساناً، بل كان يجاهد ليتحدث بما تيسّر بعدما أجرى عملية زراعة القوقعة بنجاح قبل قرابة عامين ليفتح أذنيه على كلمات وأصوات ما كان له أن يألفها من قبل. نشأته كانت في قرطبة ودراسته في خيطان، وما بين هذه وتلك كانت له جولات في مناطق الكويت المختلفة بحثاً عن بيع كتابه «تحت الهدوء قصة عامر العازمي» للمبدعة سارا صالح الحمود. في كل ليلة بعد صلاة العشاء، رغم حرارة الجو، يضع عامر راحلته من نسخ الكتاب في عرض أحد دوارات مناطق الكويت، فاليوم في العديلية وغداً في مشرف وبعد غد في الروضة من دون كلل أو ملل... ربما يأتي من يتبنى مشروعه، بينما رفيقه مهند قاسم يشد عضده ويلازمه مثل ظله. أيام معدودات منذ شروع عامر ببيع كتابه الذي يروي قصة حياته ونجح في بيع 200 نسخة من أصل 2000، فيما تلك اللوحة التي كتب عليها «اقرأ واستفد وبسعرها نفيد لتكميل مشواري لإنشاء مدرسة خاصة» ترافقه في كل مرة، فهي أول ما يضع على طاولته المخصصة لعرض نسخ الكتاب. عامر الذي أخذ على عاتقه أن يكون صوت من لا صوت لهم، روى لـ«الراي» ومضات من حياته الملهمة، قائلاً «هذه هي الخطوة الثانية، فقد كانت الخطوة الأولى المشي على الأقدام من الكويت لسلطنة عمان للترويج للمدرسة التي أتمنى أن أدشنها»، لافتاً إلى أن «أموال بيع الكتاب ستذهب لهذه المدرسة غير المسبوقة في الوطن العربي لجعل من لا يسمع يتكلم ويستخدم صوته، وأعلم أن الأموال لن تكفي لكنني أؤمن أنه مستقبلاً بعد سنوات يمكن تحقيق الهدف». يصف عامر التفاعل معه بأنه «رائع والكويتيون لم يقصروا معي ولا ألوم من لا يعلم عن الموضوع»، لكنه بغصة المتألم وبصوت متحشرج يقول «وزارة التعليم العالي أوقفت بعثتي بحجة أن حالتي جديدة عليهم وأنا أريد أن أتعلم كل شيء رويداً رويداً». عامر، الذي تعلم القراءة والكتابة من أصحاب القلوب الرقيقة كما يصفهم، درس التكنولوجيا في أحد المعاهد في الشويخ ودرس اللغة الإنكليزية في أميركا ولا يخجل من الحديث الذي قد يتعلثم فيه أحياناً، «أعلم أن هناك بدليات، لكنني مصرّ على التعلم» ولا حرج عليك أيها البطل فالذاكرة الصوتية عندك لم تتجاوز العامين.