وصف الكتاب:
"ما يمكن قياسه يمكن إنجازه" What Gets Measured Gets Done)). هذا ما قاله المفكر الأمريكي توم بيترز، وهذا المعيار البسيط للأداء مُفتقد لدى كثير من المؤسسات حيث مقاييس الأداء المعتمدة لديها تزخر بما لا يمكن قياسه، وهو الأمر الذي أفقد عملية تطوير الأداء مضمونها وأهدافها وطريقها. في هذا العصر تواجه المؤسسات الاقتصادية تحديات، هذا التحدي مزدوج الاتجاه يجعل تلك المؤسسات رهينة لعملية خلق التوازن بين تلك الضغوط من خلال تحسين قدرتها على تعظيم الأداء الذي لا يأتي إلا من خلال وضع الأدوات والنظم الكفيلة بذلك وفي مقدمتها أدوات القياس، وقياس الأداء في المؤسسات المتوسطة واجه معوقات عدة، منها على سبيل المثال ضعف القدرة على تحديد الأهداف أو عموميتها. إن عملية قياس الأداء هي عملية أساسية من العمليات الإدارية المتخذة لا تقل أهمية عن العمليات الإدارية الأخرى كاتخاذ القرار وبناء فريق العمل وغيرها، ومن ثم لزم وضعها من الخطوط العريضة لمؤسسة ما تريد أن تحقق نجاحات مختلفة في جوانب معينة، وإن التطبيق الناجح لأساليب قياس وتقييم الأداء يعتبر أحد أهم عناصر نجاح وتطور المؤسسة الاقتصادية واستمرارها. فالمؤسسات المتوسطة تواجه مهمة قياس وتقييم أدائها الاقتصادي والاجتماعي والبيئي وتبحث باستمرار عن نموذج الأداء الملائم والذي يتماشى مع التنفيذ المثالي لاستراتيجيتها في ضل توجيهات المؤشرات المختلفة التي يحدد على أساسها المسار والقرار السليم. إن لمؤشرات الأداء دور مهم جدا في إعطاء صورة واضحة وحقيقية للإدارات العليا عما يجري بالمؤسسة حتى يتسنى التصحيح والتصويب، حيث تزداد أهمية مؤشرات الأداء من خلال انعكاساتها على أعمال المؤسسة في زيادة قدراتها وكفاءتها وزيادة الأفضلية التنافسية لها في القطاع. كان الاهتمام في إدارة المؤسسات في الماضي (1850–1980) مركزا بشكل كبير على مقاييس الأداء المالية والمحاسبية فقط، ونتيجة لذلك تركزت الجهود على تطوير نظم المحاسبة الإدارية التي وفرت تحليلات مفصلة للتكلفة، وتقارير عديدة عن الانحرافات، ونظرا للتطور التكنولوجي وعمليات الإنتاج المعقدة أصبحت هنالك الكثير من المطالب للبحث عن طرق قياس أكثر جدوى. ولأجل تحسين أنظمة قياس وتقييم الأداء، تم الوصول إلى تركيبة لنظام قياس يجمع بين كل الجوانب المرتبطة بنشاط ومحيط المؤسسة أطلق عليه بطاقة قياس الأداء المتوازن (BSC) بواسطة روبرت كابلان وديفيد نورتن ((Kaplan and Norton ونوقشت لأول مرة في جامعة هارفارد عام 1992، حيث تعتمد على الرؤية والأهداف الاستراتيجية، التي يتم ترجمتها إلى نظام لمقاييس الأداء ينعكس بدوره في صورة اهتمام