وصف الكتاب:
يعتبر الأداء المحور الرئيس الذي تنصب حوله كافة جهود المنظمات، وهو يشكل أهم أهدافها، فالمنظمات تتوقع أن تؤدي وظائفها بكفاءة وفاعلية، وترتبط هذه الكفاءة والفاعلية في أي منظمة بكفاءة العنصر البشري، وقدرته على العمل ورغبته فيه، باعتباره العنصر المؤثر والفعال في استخدام الموارد المادية المتاحة. وبنظرة تأملية متعمقة لهذا العنصر نتبين أنه الركيزة الأساسية وراء أي عمل ناجح؛ الأمر الذي يحتم الاهتمام به ومعالجة مشكلاته وتوفير احتياجاته لضمان سير العمل واستقامة النتائج والإنجازات المراد تحقيقها. إذ أنه يعد أهم عناصر الإنتاج، ويفوق أهمية عناصر الإنتاج الأخرى. ومن هنا تأتي أهمية دراسة السلوك التنظيمي، فعملية دراسة محددات وأبعاد السلوك الإنساني في المنظمات تساهم في تحقيق العديد من الأهداف، سواء بالنسبة للمنظمات أو الأفراد. إن السلوك التنظيمي ينظر إلى العنصر الإنساني في المنظمة على أنه كيان اجتماعي متكامل، وهذا العنصر من أهم عناصر هذا الكيان. حيث بات واضحاً وعميق لسلوك العاملين بها، فهم الذين يلعبون الدور الحاسم في هذا المجال. ولقد أثبتت الدراسات والتجارب في المجتمعات المتقدمة أن القوى البشرية المؤهلة هي رأس مال المنظمة، وطريقة سلوكها في بيئة العمل هي أداة الإبداع الرئيسة، وأداة التطوير والتحسين، وأداة المنافسة الإيجابية؛ مما أوجد الحاجة لدى الجميع من إداريين وأكاديميين وباحثين إلى الاهتمام المتزايد بدراسة السلوك الإنساني، وهذه الحاجة أعطت أهمية خاصة لدراسة السلوك التنظيمي وتحويل منظور المنظمات تجاه الفرد وعلاقته بجماعة العمل والبيئة التنظيمية والبيئة الاجتماعية الخارجية. وفي سياق هذا الاتجاه فإن هذا الكتاب يتناول مجموعة من الاتجاهات الحديثة في السلوك التنظيمية من خلال أربعة مباحث، حيث يتناول المباحث الأول "إدارة رأس المال الفكري: انطلاقة جديدة في مواجهة تحديات الألفية الثالثة"، ويتناول المبحث الثاني "التحديات والمعوقات للأداء خارج الصندوق" بينما يركز المبحث الثالث على "بناء الثقة التنظيمية الداعمة لإحداث التغيير" ويتناول المبحث الرابع والأخيرة "دراسة تحليلية لأسباب الفساد الإداري واستراتيجيات التغلب عليه". وأدعو الله أن يكون هذا الكتاب خير دليل يساهم في تحقيق التقدم والنمو والاستمرارية للقيادات والكوادر والمؤسسات العربية في الألفية الثالثة بكل ما فيها من تحديات وفرص ومخاطر.