وصف الكتاب:
تمثلت مشكلة الدراسة في قصور أسس وأنشطة مجالات مشاركة المعرفة في الجامعات اليمنية، مقابل العديد من المؤشرات التي تدل على إمكانية تكوين رصيد من رأس المال الاجتماعي في هذه الجامعات، خصوصا وأن المشكلة ليست في النقص المعرفي لدى منتسبي الجامعات اليمنية وإنما تشمل معرفة الطرق والسبل والوسائل التي تجعلهم راغبين بالتصريح بمعرفتهم الضمنية والصريحة. اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي التحليلي الذي يتضمن استخدام الأسلوب الميداني في جمع البيانات بوساطة الاستقصاء وتحليلها إحصائيا لاختبار صحة فروض الدراسة، وقد تألف مجتمع الدراسة من أعضاء هيئة التدريس وأعضاء الهيئة الإدارية في ثلاث جامعات يمنية هي (جامعة صنعاء، وجامعة حضرموت، وجامعة عمران) والبالغ عددهم على التوالي (3096) و(937)، ونظرا لتباين مجتمع الدراسة فقد لجأ الباحث إلى اختيار عينة طبقية عشوائية بلغت لأعضاء هيئة التدريس (342) مفردة، ولأعضاء الهيئة الإدارية (273) مفردة. ولتحقيق أهداف الدراسة الحالية تم صياغة أربعة فروض رئيسية تمحورت حول قياس أثر أبعاد رأس المال الاجتماعي على الدوافع الذاتية الفرض الرئيس الأول، وأثر الدوافع الذاتية على مشاركة المعرفة الفرض الرئيس الثاني، وأثر أبعاد رأس المال الاجتماعي على مشاركة المعرفة الفرض الرئيس الثالث، والتعرف على دور الدوافع الذاتية كمتغير وسيط (تفاعلي) في دعم وتقوية أثر أبعاد رأس المال الاجتماعي على مشاركة المعرفة الفرض الرئيس الرابع، كما انبثق من هذه الفروض عدد من الفروض الفرعية، ولاختبار هذه الفروض تم استخدام عدد من الأساليب الإحصائية بواسطة برنامج (Version 23) SPSS وبرنامج Amos Version 23))، وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج أهمها: • يوجد أثر إيجابي مباشر ومعنوي لأبعاد رأس المال الاجتماعي(البعد الهيكلي، وبعد العلاقات، والبعد الإدراكي) على الدوافع الذاتية، مع استثناء عدم ظهور هذا الأثر للبعد الهيكلي في معادلة الانحدار المتعدد التدريجي. • يوجد أثر إيجابي مباشر ومعنوي للدوافع الذاتية على مشاركة المعرفة. • يوجد أثر إيجابي مباشر ومعنوي لأبعاد رأس المال الاجتماعي على مشاركة المعرفة، مع استثناء عدم ظهور هذا الأثر للبعد الهيكلي في معادلة الانحدار المتعدد التدريجي. • تؤدي الدوافع الذاتية إلى تقوية الأثر الإيجابي المعنوي لبعدي رأس المال الاجتماعي (بعد العلاقات، والبعد الإدراكي) على مشاركة المعرفة، ولم تؤدِ الدوافع الذاتية هذا الدور بين البعد الهيكلي ومشاركة المعرفة، كما قدمت الدراسة بعض التوصيات من أهمها: • الاستثمار في مفهوم رأس المال الاجتماعي من خلال العمل على زيادة إدراك الأفراد لرأس المال الاجتماعي وأهميته. • تطوير بيئات العمل لتكون أكثر اهتماماً بالجانب الإنساني وهنا يظهر دور التفاعل الاجتماعي باعتباره الوسيلة المهمة لتعزيز العلاقات الشخصية وتقديم الدعم الاجتماعي داخل الجامعات. • ضرورة أن تمتلك الجامعات اليمنية إدارات واستراتيجيات متخصصة تعنى بقيادة المعرفة وتطويرها، وتنفيذ عملياتها المختلفة.