وصف الكتاب:
انطلاقًا من حلم وَرَد عابرًا في كتاب «تفسير الأحلام الكبير» المنسوب للإمام محمد بن سيرين، تُشيِّد منصورة عز الدين عالمًا آسرًا يدمج الماضي بالحاضر وتتلاشى فيه الحدود بين الذات والآخر. رحلة حافلة بالأسئلة والشكوك، يبحث خلالها البطل هشام خطَّاب عن الشيء في سواہ، ويقتفي أثرَ ذاته خارجها، علّه يقبض على لمحةٍ منها في كل ما عداها، فيما تقتنص الكاتبة من كلمات وحيوات الآخرين منمنمات تشكِّل عبرها ملامح حياته. في «بساتين البصرة»، يَشِفّ الزمان وتضيق المسافات بين أبطال عالقين في لعبة مرايا تتصادى مع مقولة الرواية: «الزمن نهرٌ سَيَّال والمكان وَهْم. مكاننا الحقيقي موطن أرواحنا. من أجواء الرواية : "أحب البصرة؛ مدينتي المنتقاة بإرادتي وقلبي. لا أفكر في غيرها بديلا عنها، ولا أتخيل نفسي في حاضرة سواها. أشعر بأن جسدي مغزول من نخيلها، ولحمي نتاج تمرها. ربما لهذا أشغف بمهنتي كخوَّاص؛ لأنني أتعامل -عبرها- مع أكثر ما أحبه في بصرتي؛ خوص النخيل، أطوِّعه وأشكِّل منه ما يروقني من أشكال. لا أقصد فقط السلال والحصران وغيرها من أدوات نافعة لسائر الناس، بل أقصد أيضا ألعابا صغيرة أنسجها بالخوص وأحرص على توزيعها على أطفال النساء المعوزات ممن يلعبون في الأسواق أو يسيرون خلف أمهاتهم من حانوت لآخر."