وصف الكتاب:
خرّ اللّيل ساجدا...، رّبي أوزعني أن أشكر نعمتك، أوزعني أن أشكر صنيعك لي،الشمس تسطع مترددة، وتقول يا ليتني أفِلت قبل هذا والفجر وجل من عتاب التاريخ... هنا في هذه البطحاء الندية لاشيء غير العار، لانفس غير أنفاس الخطيئة، العار قدر، الخطيئةاختيار، ويلٌ لمن ينسون ذلك، ويلٌ لمن يعرضون عمّا هو اختيار ليمنعو ما صار قدرًا.. صكصكة محرك ''الجيب'' ودبّ أرجل ثقال على أرض رطبة، لم الأرض رطبة؟ لأنّها كالأكباد... هل تجفّ الأكباد كالأرض،وما يجفيها؟ تجفي الآلام الأكباد، وتُنضبُ ماءها المآسي، وتشقها الخيانة، الأرض كذلك تصنع بها الآلام والخيانة ما تصنعه بالأكباد... سكن كلّ ما على الأرض، البحر لم يُسمع منه إلا أنين خافت، السماء رمت رداءها وانتحبت، والشمش توهجت من شجنٍ، ندّت صرخة من بعيد'' لا شيء هنا غير العار" لم الصمت يا خلق الله؟ إنّا صامتون من وجل.. أتخافون العسكر دون العار؟ إناّ نخشى صنيعهم.. بئس الخلائق أنتم، تخشون العار وتشهدونه، خوفكم يغلب استنكاركم، إنّكم لقومٌ خاسرون، زمجرت الريح غاضبت، ضربت وفرّت، هزّت جذوعهم فمالوا، بداية السقوط ميل، بداية الظلم نهايةالظلام... كانت لهم زمهريرا، ارتعشت فرائسهم، ارتعدت قلوبهم، أيخش الظالم من ظلمه؟ هل أشدّ الظلم أهون للمظلوم من قلّته؟ أكلّما اغترف المظلوم من قدح الظلم زاد صبره، أنعشته الريح، بللت ريقه دون شراب، أدفأت جسمه دون غطاء، عانقته، شدّت على عضده، مسحت على وجهه، سرت الطمأنينة في عروقه، وصاح صوت من داخله إنّها البداية فقط، على المظلوم ألّا يحزن، إنّ الظلام كلاب ترعانا حيث الكلأ، حيث الأمان، حيث المروج، إنّنا لن نشقى من بعد هذا.. قطع صوت كبيرهم كلّ سجال، توجست كلّ الخلائق، وآوت إلى سكونها الأزلي، الصمت ملاذ، الصمت أمن، الصمت خدعة، الصمت خطيئة، ارتعدت كلّ الفرائس.. أشعل سجارا وناد في عسكره، احملوا ابن.... إلى هنا، دفعوه فثقل، تركوه فخف، اتركوني أمشي وحدي،ممّا أنتم خائفون، أتخافون من رجل مقيّد، هوى عليه عبدٌ بطرف البندقية على فمه، فأدماه، سال دمٌّ من فمه فلعقه، لاتسيل الدماء حيث مواطن الجبن، إنّه لعهد أبدي بين الدمّ والأرض... لم العسكر بكلّ هذا السوء؟، ماذا فعلوا لتخاف منهم كلّ هذه الخلائق؟ كيف هي قلوبهم أمن حديد أو جلاميد؟، أهم جبناء أم شجعان؟، لم يخافون من العُزّل وهم يحملون سلاحا، لم يخافون من الكلمة أكثر من البارود؟، ما الفرق بين العسكر والجند؟، العسكر عذاب والجند الرحمة، العسكر كثرة والجند قلة، العسكر خوف والجند أمان، الجند يحضنون الأرض والعسكر يمشون من فوقها، الجند يغيرون مسارهم من أجل نملة، والعسكر يخسفون أراض من أجل قيّد أنملة من خلاف...