وصف الكتاب:
يتحدث منجز الكتاب عن بلاد الرافدين هي إحدى أقدم المناطق التي سكنها الإنسان، عرفت على مدى تاريخها القديم تمازجاً حضارياً متواصلاً، سواء بين حضارات مختلف الأقوام التي سكنتها، أم تلك التي تصارعت عليها. وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار العلاقة الوثيقة التي ارتبطت من خلالها نصوص العهد القديم مع الإرث الثقافي الرافدي، واعتمادها الواضح عليه، بل واستلهامها وتبنيها له، اتضح لنا أن الكثير من التصورات الدينية، وما تمخض عنها لاحقاً من آراء تأملية، وتطلعات فلسفية، احتضنتها سوريا وارض كنعان على وجه التخصيص؛ وانتقلت من ثم عبر طرق ووسائل شتى - أبرزها الحرب والتجارة - إلى مناطق مجاورة، وأخرى بعيدة؛ إننا إذا أخذنا كل ذلك بعين الاعتبار، اتضح لنا مدى استفادة المجتمعات القديمة من حضارة بلاد ما بين النهرين، ومن الإنجازات الثقافية الكبرى التي حققتها الأقوام التي قطنت تلك المنطقة، وتعاقبت على دفة الحكم فيها. إن تأكيد هذه الموضوعة، لايرمي في المقابل إلى الإقرار بما قد يتبادر إلى ذهن أحدهم حول ما إذا كنا ندافع عن وجهة نظر خلاصتها: اعتبار الرافدين أو بلاد ما بين النهرين الأرض الأولى التي ازدهرت فيها حضارة لم تترك للشعوب الأخرى اي مجال للابتكار والإبداع، وذلك بالتناغم مع ما يذهب الكثيرون إليه في وقتنا الحاضر، وتأكيدهم أن أوروبا كانت - ومازالت- مركز الإشعاع الحضاري بالنسبة إلى البشرية بأسرها. وللتدليل على صحة ما يذهبون إليه، يلجأ هؤلاء إلى إهمال مختلف الجسور التي ربطت بين بلاد اليونان والشرق الأدنى القديم ، لعبد الباسط سيدا مؤلفات عدة، وصدر أول كتاب له في بيروت بعنوان "الوضعية المنطقية والتراث العربي: نموذج فكر زكي نجيب محمود الفلسفي". ومن مؤلفاته أيضا كتاب "المسألة الكردية في سوريا: نصوص منسية من معاناة مستمرة للأكراد السوريين"، و"ذهنية التغييب والتزييف، الإعلام العربي نموذجا"، بالإضافة إلى مجموعة مقالات حول تاريخ الأديان والفكر السياسي.