وصف الكتاب:
في رواية “من قتل زرادشت” يحاول آغري، إعادة إنتاج ما قاله مراراً في مقالاته، عن كابوس الفساد والاستبداد الكردي، وما خلّفه ويخلّفه ذلك الكابوس من دمار على الأصعدة. يتخذ نزار من كردستان العراق، نموذجاً، ويحاول فضح البطانة الفاسدة لما هو ظاهر للعيان، على أنه نهوضٌ اقتصادي، وأمنٌ مستتبّ، وحريّةُ صحافة… وكل ما من شأنه أن يعطي مظهراً مخادعاً ومضللاً للمتابعين للمشهد الكردي، من بعيد. وإذا كانت المقالات الصحافيّة التي كتبها آغري على مدى عقدين ونيّف، في نقد الفساد والاستبداد الكردي، سيطويها النسيان، فإن تحول الغضب والسخط المستمر على الفساد إلى سرد أدبي، سيجعل من المأساة الكرديّة أكثر توثيقاً وتأكيداً ورواجاً. هذه الخطوة، وبصرف النظر عن انتقادات آغري، ونسبة القسوة والحدّة أو المبالغة فيها، إلا أنها ستجرّ عليه، المزيد من ردود الأفعال الساخطة المضادة، ليس من منتسبي الأحزاب الكرديّة ومؤيديها وحسب، بل ومن المثقفين والكتبة الذين يعملون في خدمة تلك الأحزاب، أو الذين يزعمون الاستقلاليّة، ويربطهم حبل سرّي، لما ينقطع بعد، مع تلك الأحزاب، بشكل أو آخر. يبدأ آغري روايته بتقرير شرطة منطقة “كولان” في أربيل؛ عاصمة إقليم كردستان العراق الفيديرالي، المتعلّق بجريمة قتل صحافي شاب. وأنه وصلهم بلاغ يفيد بالعثور على جثّة طالب كليّة الآداب – قسم اللغة الانكليزيّة، اسمه زرادشت عثمان، مرميّاً في باحة الجامعة. بعد المتابعة والمعاينة، واستدعاء الطبيب الشرعي وكشفه على الجثّة والتأكّد من الوفاة، نقلت الجثّة إلى مستشفى آزادي في أربيل. وذكر التقرير ظهور آثار رضوض وكدمات، تشير إلى احتمال تعرّض عثمان لاعتداء. وتم التحقيق مع بعض الأشخاص الذين كانوا على صلة بالمغدور. ثم يتناوب أبطال الرواية على الحديث، في كل الفصول العشر، وهم؛ زرادشت بدران، نوري، أحمد، فريد، سيدرا، دلشين، سَقَز، ولوند. أثناء حديثهم عن أنفسهم وعن بعضهم بعضاً، تتكشَّف التفاصيل الشخصيّة والمشتركة للأبطال، وطبيعة العلاقات بينهم. وتنجلي تفاصيل الحيوات السياسيّة والثقافيّة الكرديّة. وكيف أن النفاق والانحطاط هما لسان حال الجميع.